كأغلبية البلدان العربية، تعاني المدن البعيدة في ليبيا، والتي لا تُعَدّ من المراكز الإدارية الكبرى، من اقتصار في الخدمات الثقافية على ما هو أوّلي فقط، دون التوسّع فيها لتشمل قطاعاً واسعاً من الجمهور، وهذا ما ينطبق على ليبيا التي تتركّز معارض الكتاب فيها الدولية منها في مدينتَي بنغازي وطرابلس بوصفهما المدينتين الأكبر في البلاد، وليكون نصيب المدن الأصغر معارض محلية أو وطنية فحسب.
بتنظيم مشترك من "الجمعية الليبية للعمل الوطني" و"اتحاد الناشرين الليبيين"، انطلقت، أمس السبت، فعاليات الدورة الرابعة من "المعرض الوطني للكتاب" في مدينة مصراتة الليبية، والتي تتواصل في "قاعة أرض المعارض" حتى يوم الأربعاء المُقبل؛ حيث تُفتح الأبواب لاستقبال الزوّار يومياً من العاشرة صباحاً وحتى التاسعة ليلاً.
يُشارك في المعرض، الذي يُقام تحت شعار "الكتاب: سبيل المعرفة عبر الزمن"، ستون مكتبة ودار نشر ومركزاً أكاديمياً وثقافياً، إلا أنّها مشاركات تقتصر على ما هو محلّي، إذ لم تسجِّل أي دار عربية أو أجنبية حضورَها في التظاهرة؛ ويُمكن ردّ هذا الأمر إلى إشكاليات السياسة الثقافية المركزية، والتي تحرم المدن الصغيرة من القدرة على استيعاب المشاركات الدولية، حيث تتطلّب الأخيرة إمكانيات مادية أوفر.
وإلى جانب منصات بيع الكتب، يشهد المعرض عدداً من الأنشطة الثقافية، حيثُ أقيم أمس حفل إشهار لكتاب "مقادير" لمصطفى القويري (1929 - 2012)، وهو من أوائل ضباط الجيش الليبي بُعيد الاستقلال عن الاحتلال الإيطالي، والذي يسرد فيه شهادته على تلك الحقبة. وتضمن الحفل ندوة تعريفية بالكتاب، وعَرْض شريط وثائقي قصير عن الكاتب.
وعلى برمجة المعرض، أيضاً، حوارياتٌ مسائية مع كتّاب وباحثين ليبيين، منهم: فؤاد أبو عود، والروائي والقاص أحمد نصر (1941)، والذي سيتحدّث عن تجربته في كتابة الرواية؛ على أن تُختتم الأنشطة بأمسية ينظّمها نادي "أنا أقرأ"، يوم الأربعاء المُقبل، ويديرها سفيان قصيبات الذي يتناول في محورها الأساسي علاقة النقد وتطبيقاته بالسرد الروائي.