"مدرسة الدار البيضاء للفنون التشكيلية": استعادة لندنية

05 مايو 2023
محمد المليحي أمام أحد أعماله في ميدان جامع الفنا بمراكش عام 1969 (من المعرض)
+ الخط -

مع تأسيس "المدرسة العليا للفنون الجميلة" في الدار البيضاء عام 1962، عُيّن الفنان المغربي فريد بلكاهية مديراً لها، مدعوماً من التيار اليساري الإصلاحي في البلاد حينئذ، واحتضنت المدرسة آنذاك تجارب فنية متحرّرة من الأثر الغربي، محاولةً التأسيس لتجربة مغربية تستمد من محيطها برموزه وأدواته.

بعد ثلاث سنوات، أُعلن عن إنشاء تيار حمل اسم المدرسة، كما أُطلق عليه اسم "مجموعة 65 الفنية" نسبة إلى العام الذي ظهرت فيه، وضمّت فنانين باتوا لاحقاً من أبرز التشكيليين المغاربة، مثل محمد شبعة ومحمد المليحي ومحمد حميدي، إلى جانب بلكاهية، والناقدة والشاعرة الإيطالية ماريتي توني، والمقتني الهولندي بيرت فلينت.

الصورة
(عمل لـ فريد بلكاهية، من المعرض)
(عمل لـ فريد بلكاهية، من المعرض)

"مدرسة الدار البيضاء للفنون التشكيلية" عنوان المعرض الذي يفتتح مساء السبت، السابع والعشرين من الشهر الجاري، في "غاليري تيت سانت إيفيس" بلندن ويتواصل حتى الرابع عشر من كانون الثاني/ يناير 2024. يستكشف المعرض مرحلة الستينيات والسبعينيات التي شهدت نهضة فنية أعقبت استقلال البلاد، وظهور مجموعة من الفنانين الطليعيين الذي ابتكروا مناهج وطرقاً تجريبية لتدريس الفن التشكيلي، كما انخرطوا بشكل كثيف في الحياة العامة.

الصورة
(عمل لـ محمد المليحي، من المعرض)
(عمل لـ محمد المليحي، من المعرض)

تُعرض أعمال اثنين وعشرين فناناً من المؤسسين والذين انضموا لاحقاً إلى المدرسة بعد أن توسّع حضورها وتأثيرها، بهدف "إظهار التنوع الكبير ضمن الموجة المغربية الجديدة، بدءاً من اللوحات التجريدية النابضة بالحياة والجداريات الحضرية، وصولاً إلى الفنون التطبيقية والطباعة والرسومات والتصميم الداخلي"، بحسب بيان المنظمين.

ويشتمل المعرض على مجموعة مختارة من الأرشيفات المطبوعة النادرة والمجلات القديمة والصور الوثائقية والأفلام، التي تعكس طبيعة المعارض التي أقامتها المجموعة خلال تلك الفترة، وبياناتها التي تؤكّد إعادة تعريف "الهوية الثقافية" التي تستمدّ جذورها من التراث المغربي في إطار معالجة بصرية حداثوية.

الصورة
(عمل لـ محمد شبعة، من المعرض)
عمل لـ محمد شبعة، من المعرض

يضمّ المعرض أعمالاً لكل من الإيطالية كارلا أكاردي (1924 - 2014)، والأميركي النمساوي هربرت باير (1900 - 1985)، والفرنسي رومان أتالا المعروف باسم محمد أطاع الله (1939 - 2014)، والبولندية آنا مصطفى دراوس حفيظ التي التحقت بالمجموعة بعد زواجها بالفنان المغربي مصطفى حفيظ (1942) الذي يشارك في المعرض أيضاً، إلى جانب الفنانين المغاربة: مليكة أكزناي (1938)، وحميد علوي (1937)، وفؤاد بلامين (1950)، ومحمد شبعة (1935 - 2013).

كما تُعرض أعمال سعد بن شفاج (1938)، وفريد بلكاهية (1934 - 2014)، وأحمد الشرقاوي (1934 - 1967)، وأندريه الباز (1934)، وعبد الله الحريري (1949)، وعبد الكريم الغطاس (1945)، ومحمد حميدي (1941)، ومحمد القاسمي (1942 - 2003)، وميلود لبيض (1939 - 2008)، ومحمد المليحي (1936 - 2020)، وحسين ميلودي (1945 - 2022)، وعبد الرحمن رحول (1944)، والشعيبية طلال (1929 - 2004).

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون