استمع إلى الملخص
- **المعرض يضم أكثر من مئة عمل فني من "مجموعة كازا"، التي مزجت بين الحداثة الغربية والتقاليد الأمازيغية والأفريقية، وأسست أنماطًا ثقافية جديدة.**
- **المعرض يسلط الضوء على تفاعل المجموعة مع تيارات فنية عالمية مثل "مدرسة باوهاوس"، وانفتاحها على الثقافة المحلية، مما ساهم في بناء حركات تضامن فني دولية.**
حتى الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، يتواصل في "متحف شيرن كونستال" بمدينة فرانكفورت الألمانية، معرض "مدرسة الدار البيضاء: منصات وأنماط الحركة الطليعية لمرحلة ما بعد الاستعمار 1962 - 1987"، والذي افتتح في الثاني عشر من الشهر الجاري.
يعود المنظّمون إلى المرحلة التي أعقبت استقلال المغرب عام 1956، حيث برزت مجموعة من طلاب وأساتذة "المدرسة العليا للفنون الجميلة" في الدار البيضاء، والذين مزجوا بين الحداثة الغربية متمثّلة بالفن التجريدي، وبين التقاليد الأمازيغية والأفريقية المستوحاة من الفنون الشعبية في نسج السجاد، وصنع المجوهرات، وفنون الخط، ورسومات السقف والجدرات.
حراك نظر إليه النقاد والمتابعون باعتباره ثورة فنية بلورت أنماط ثقافية جديدة في المغرب، وتراكمت عليه تجارب عديدة ومتنوّعة، وتأسّس على يد عددٍ من الفنانين الطليعيين الذي ابتكروا مناهج وطرقاً تجريبية لتدريس الفن التشكيلي، كما انخرطوا بشكل كثيف في الحياة العامة.
مزج روّاد المدرسة بين الحداثة الغربية والتقاليد الأمازيغية والأفريقية
يستكشف المعرض، الذي يُنظّم بالاشتراك بين "مؤسسة الشارقة للفنون" و"تيت سانت آيفز"، دور المجموعة التي ضمّت أسماء مثل محمد شبعة، ومحمد المليحي، ومحمد حميدي، وفريد بلكاهية، والناقدة والشاعرة الإيطالية ماريتي توني، والمقتني الهولندي بيرت فلينت، والمؤرخة الفنية والأنثروبولوجية اليابانية طوني ماريني، حيث ساهمت في تفعيل حراك اجتماعي وحضري ساعد في نهاية المطاف في بناء حركات تضامن فني بين أميركا اللاتينية وغرب آسيا وأفريقيا، ضمن سياق ثقافة وفنون ما بعد الاستعمار.
يضمّ المعرض أكثر من مئة عملٍ لواحدٍ وعشرين فناناً وناشطاً من "مجموعة كازا"، وهي التسمية التي أُطلقت عليها آنذاك، من مختلف الأجيال، بما في ذلك لوحات تجريدية كبيرة الحجم، وجداريات حضرية، وأعمال طباعة ورسوم غرافيك وتصميم داخلي، بالإضافة إلى فيلم وأرشيفات مطبوعة ومجلات قديمة وصور فوتوغرافية ومواد وثائقية نادرة.
كما يضيء المعرض على انفتاح المجموعة على الثقافة المحلية وتوظيفها في واقع اجتماعي جديدة من جهة، وكذلك تفاعلها مع تيارات فنية عالمية مثل أفكار "مدرسة باوهاوس"، ومنها إعادة تعريف العلاقة بين الفن والحرفية والتصميم والهندسة المعمارية في السياق المحلّي من خلال الجمع بين التأثيرات الفنية من العواصم الغربية مع عناصر التراث التقليدي الذي تم قمعه خلال الفترة الاستعمارية.
يُذكر أن "مدرسة الدار البيضاء"، انخرط فيها فنانون مغاربة ومن بلدان أخرى، خلال سنوات نشاطها، ومنهم: الإيطالية كارلا أكاردي (1924 - 2014)، والأميركي النمساوي هربرت باير (1900 - 1985)، والفرنسي رومان أتالا المعروف باسم محمد أطاع الله (1939 - 2014)، والبولندية آنا مصطفى دراوس حفيظ التي التحقت بالمجموعة بعد زواجها بالفنان المغربي مصطفى حفيظ (1942)، ومليكة أكزناي (1938)، وحميد علوي (1937)، وفؤاد بلامين (1950) من المغرب.