محمد عاكف آرصوي: احتفال بذكرى مؤلف النشيد التركي في مصر

27 ديسمبر 2020
محمد عاكف آرصوي
+ الخط -

يقيم "المركز الثقافي التركي" بالقاهرة، اليوم الأحد، احتفالية خاصة بمناسبة ذكرى وفاة الشاعر التركي محمد عاكف آرصوي (1873-1963)، وهو مؤلف نشيد الاستقلال التركي. وقد ارتبط عاكف بالقاهرة وعاش فيها جزءاً من حياته. تأثر بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وارتبط في مصر بعبد الوهاب عزام ومحمد فريد وجدي. 

ولد عاكف في إسطنبول بتاريخ 20 كانون الأول/ ديسمبر 1873، وتعلم العربية على يد والده الذي كان مدرّساً في مدرسة الفاتح، وحفظ القرآن وهو في عمر التاسعة، وأجاد الفارسية والفرنسية. وقد تخرج في مدرسة البيطرة سنة 1893. 

انتسب إلى "جمعية الاتحاد والترقي"، قبل أن يعارض سياسياتها ويغادر تركيا بعد سيطرة كمال أتاتورك على مقاليد الحكم. حيث انتقد كثيراً شعارات القومية التركية التي راجت في تلك الفترة. اضطر في عام 1923 إلى مغادرة تركيا، فانتقل إلى مصر بدعوة من خديوي مصر "عباس حلمي باشا"، فعمل مدرسا للأدب التركي، بين أعوام 1923 – 1936، في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة). وكانت له لقاءات برجال الثقافة والسياسة

ولعاكف العديد من الكتابات السياسية والأدبية، والأعمال المترجمة من العربية والفارسية والفرنسية، وله أشعار مجموعة في سبعة أجزاء، ويعد نشيد الاستقلال من أشهر أعماله الإبداعية. يقول نشيد الاستقلال: 

لا تحزنْ، لن تخمد الرايةُ الحمراءُ في شفقِ السماءْ 

قبلَ أن تخمدَ في آخرِ دارٍ على أرضِ وطني شعلةُ الضياءْ 

إنها كوكبٌ سيظلُّ ساطعاً فهي لأمتي الغراءْ 

إنها لي ولشعبي دونَ انقضاءْ 

هلالَنا المدلل؛ أرجوك لا تقطبْ حاجبَ الجمالْ 

ابتسمْ لعرقي البطلِ! ما هذهِ الهيبةُ وذاكَ الجلالْ؟ 

وإلا لن تصبحَ دماؤُنا الزكيةُ لكَ حلالْ 

من حقِّ أمتي -التي تعبدُ الحقَّ- الاستقلالْ 

كنت حراً منذُ الأزلِ وأحيا حراً.

أما قصة إقرار هذا النشيد، فتأتي في عام 1921 حين فازت قصيدته في مسابقة حكومية لكتابة نشيد وطني لرفع معنويات الجنود والمواطنين، فاز بها عاكف، ولكنه رفض استلام مكافأة الفوز وهي 500 ليرة تركية، لأنه كان يرى أن الأعمال الوطنية يجب ألا تُكافأ بمقابل مادي. وفي مقابل الإصرار على تسلمه الجائزة وافق لكنه تبرّع بها إلى إحدى الجمعيات الخيرية، بالرغم من أنه كان مديناً وفي حاجة ماسة إلى المال. النشيد لاقى تصفيقا حاراً من نواب البرلمان التركي، وتم إقراره نشيداً وطنياً لتركيا. 

انتقل عاكف في آخر أيامه إلى لبنان، ثم عاد إلى إسطنبول للعلاج، لكنه توفي في 27 كانون الأول/ديسمبر 1936. تاركاً تراثاً إبداعياً كبيراً.

يذكر أن البرلمان التركي، وافق أمس، الخميس، على مقترح لجعل عام 2021  "عام النشيد الوطني". وقال رئيس البرلمان مصطفى شنطوب في تغريدة نشرها على حسابه في (تويتر): "في الذكرى المئوية لقبول نشيدنا الوطني، وافق برلماننا بالإجماع الكامل على الاقتراح الذي فتحناه للتوقيع لجعل 2021 عام النشيد الوطني". مضيفاً: "نتمنى من الله الرحمة لأرواح الشاعر محمد عاكف أرصوي مؤلف النشيد الوطني، والشهداء". 

المساهمون