الصادق قمش.. ستّون سنة من الفنّ التشكيلي

09 اغسطس 2024
الصادق قمش (1940 - 2024)
+ الخط -

ينتمي الصادق قمش، الذي رحل صباح اليوم الجمعة عن واحد وثمانين عاماً، إلى الجيل الثاني من الفنّانين التشكيليّين في تونس؛ حيث يُعد أحد مؤسّسي الحركة التشكيلية المعاصرة في بلاده، وواحداً من أبرز أسمائها من خارج "مدرسة تونس" التي تأسّست عام 1936، وظلّت مُهيمنة على الساحة التشكيلية في البلاد، لكن من غير مواكبة للتحوّلات الجذرية التي كان يشهدها الفنّ التشكيلي خلال القرن العشرين.

بدأ قمش  (1940 - 2024) الرسم في خمسينيات القرن الماضي، ليُراكم مجموعة من التجارب التي شكّلت مسيرته الفنّية التي طغى عليها أسلوبه التشخيصي التجريدي، وكان من بين أبرز محطّاتها إسهامه، إلى جانب الفنّانَين البارزَين نجيب بلخوجة (1933 - 2007) ولطفي الأرناؤوط (1944 - 2023)، في تأسيس "مجموعة الستّة" عام 1964، والتي أسهمت في تشكيل ملامح الفن التشكيلي المُعاصر في تونس.

الصادق قمش
من لوحات الصادق قمش

هذه التجربة أضاءها كتابٌ فنّي صدر في 2016، باللغتين العربية والفرنسية، تحت عنوان "خمسون سنة وأكثر"، وضمّ مجموعة كبيرة من لوحات التشكيلي الراحل، والتي أنتجها خلال مسيرته الفنّية التي تزيد عن خمسين عاماً، وتحديداً في الفترة بين 1963 و2014.

في تقديم الجزء العربي من العمل، كتب الأكاديمي فاتح بن عمّار أنّ رحلة الصادق قمش التشكيلية "تأسّست على البحث والمثابرة من أجل نحت أسلوب تشكيلي وشخصية فنيّة متميّزين، على مستوى الممارسة التصويرية التي تأسّست على المقاربة التشخيصية بعيداً عن المألوف من التعبيرات التشكيلية المتوفّرة في الساحة التشكيلية التونسية من تصوّرات تتبع نهج الاستشراق الفنّي وأُخرى تتماهى مع اختيارات جماعة مدرسة تونس"، مُضيفاً: "كانت اهتمامات المبدع وانشغلاته وهواجسه تمضي باتجاه اختيار القطيعة مع هذه الاختيارات التشكيلية ورهاناتها".

ويَذكر بن عمّار أنّ لقاء قمش بنجيب بلخوجة ولطفي الأرناؤوط، بحضور الفنّان الإيطالي فابيو روكيجياني (1925 - 1967) كان منعرجاً كبيراً في حياته؛ إذ سرعان ما انبثق عنه تأسيس أوّل مجموعة فنّية في فترة ما بعد الاستقلال؛ هي "مجموعة الستّة".

المساهمون