محمد شاكر.. خامة تُشكَّل بين الظلّ والنور

10 أكتوبر 2022
تجميع على خشب 165× 165 سم (من المعرض)
+ الخط -

شغلت ثنائية الظلّ والنور التشكيل والفنون عبر العصور، حيثُ ظلّت الإحالة إليهما تخلقُ معانيَ مختلفة للعمل الفنّي، وتفتح له الطريق أمام قراءات متجدّدة.
 
"حكمة الظلّ وبراءة النور" عنوان المعرض الذي يوقّعه التشكيلي المصري محمد شاكر (1947)، وتُختَتم فعالياتُه اليوم في "قاعة الزمالك للفنون" بالقاهرة، في محاولة منه للجمعِ بين حدّين يُلهمان المتلقّي، ولا يخلوان من تناظر بسيط.

وكما يجمع العنوان الضّدين بطريقة تراسُلية، وزّع شاكر اشتغالاته على مساقين، حيث حضرت في الأوّل اللوحات التصويرية من خلال استخدام الألوان الزيتية على الخشب، أمّا الثاني فخصّصه لفنّ الأسمبلاج (التجميع)، وهو يقوم على تقنية تجميع القطع التي لا تؤدّي وظيفة فنّية مباشرة، وتركيبها لتصبح في نهاية المطاف عملاً فنّياً.

يذهب شاكر في التركيب بعيداً، إذ لا يقتصر فيه على اشتغالاته في التجميع، وهو بطبيعة الحال يبرزُ بشكلهِ النافر أمام اليد والعين معاً، بل يتعدّى ذلك إلى الأعمال الزيتية التي تبدو فيها الفرشاة وقد تركت أثرها في الأشخاص والكائنات المرسومة على الخشب بأبعاد ثلاثية.

محمد شاكر 1 - القسم الثقافي
(من المعرض)

وإذا كانت الاشتغالات الزيتية بوصفها منطلق البساطة الذي يبثّ الروح بالمعرض، فإنّ الخامات المتعدّدة بالمقابل، وبقوسها الممتدّ من الأصداف البحرية إلى الحجارة والمفاتيح والعُلب المعدنية، وحدها ما تؤسّس للانفتاح على الطبيعة بمواردها، وهذا ما ينحو بالمعرض صوب تصنيفه ضمن ما بات يُسمّى بـ"فنّ الأرض"، لا لمراعاته الحسّ البيئي فحسب، بل لاستلافه موادّه الأوّلية منها أيضاً، مع معالجتها برؤية فنّية خاصّة.

عادةً ما تحتاج عمليات التركيب إلى فترات طويلة من التحضير، وعدا أنّ هكذا خامات حسّاسة بطبيعتها، فإنّ المحافظة على "براءتها" كما يوحي العنوان، ودون تدخّل فجّ من التشكيلي، هو أحد عوامل التقييم والدقّة، إذ تطلّب التجهيز لهذا المعرض من شاكر في مساقه الثاني فقط قرابة سنتين.

المساهمون