محمد أدادا: في تقاطعات الشعر والسرد

05 مايو 2021
خالد البكاي/ المغرب (جزء من لوحة)
+ الخط -

لطالما شكّلت التقاطُعات بين الشعر والسرد مادّةً لكثير مِن التنظيرات النقدية التي حاولت تفكيك تلك التشابُكات في النصِّ الأدبي، أو تبيان أين يبدأ كلٌّ منهما وأين ينتهي، أو ضبط مواقع الشعرية في النصوص السردية.

في كتابه "المكوِّن الشعري في السرد الأدبي"، الصادر حديثاً عن "مؤسّسة مقاربات للصناعات الثقافية والنشر"، ينطلق الناقد المغربي محمد أدادا ممّا يعتبره مسلَّمةً تتمثّل في أن "الشعري" عنصرٌ مشتركَ في جميع الأجناس الأدبية؛ حيث يُحضر، بشكلٍ لا شعوري،  في كلّ الآداب بمختلف أشكالها وأنواعها، كما يرِد في المقدّمة.

يُخصِّص المؤلِّف، في هذه الدراسة، مساحةً واسعة للتعريف بمفهوم "الشعري"، متطرِّقاً إلى تناوُلها في الدراسات النقدية وحضورها في مختلف المناهج الأدبية الحديثة، خصوصاً تلك التي ظهرت في خضمّ اللسانيات والسيميوطيقا المعاصرة، في محاولةٍ لتحديد المستويات التي يتمظهر فيها الشعري في الكتابة السردية.

المكون الشعري في السرد الأدبي - القسم الثقافي

يَعتبر أدادا أنَّ مفهوم "الشعري" يتطابق مع "مفهوم الوظيفة الشعرية" الذي اعتبرته النظرية الشكلانية مفتاحاً لفهم الظاهرة الأدبية، مضيفاً أنه "يسري كالنسغ في مختلف النصوص والخطابات، في اللغة والأخيلة، في المباني والمعاني".

وتذهب الدراسة إلى أنَّ الخطاب النقدي الذي تناوَل التجارُب الروائية الجديدة بقي أسيراً للبحث في المكوّنات السردية، وأغفل خصوصيّاتها الجديدة واستفادتها من التطوُّر الذي عرفه الشعر، لكنه يُشير أيضاً إلى وجود بعض الدراسات التي نبّهت إلى الجوانب الجمالية في السرد.

وانطلاقاً من أنَّ وجود "الشعري" لا يقتصر على الشعر، يُحاول العملُ إبراز علاقة الوطيدة بينه وبين الإبداع الأدبي بشكل عام، والكتابات السردية الجديدة، خصوصاً التي تحاول أن تخطّ مساراً جديداً ينزاح عن القواعد والمبادئ التقليدية في الكتابة، وهي تجارُب يقول أدادا إنّها تنظر إلى الشعري بوصه "حقلاً مفيداً لتشييد نصٍّ جديد يُوظِّف تقنيات الشعر وآلياته"، ومِن ثمَّ، فهو يَعتبر الشعريَّ أحد مظاهر الحداثة في تلك التجارُب السردية.

المساهمون