مجلّة "أوروبا": عددٌ لجيمس جويس و"يوليسيس"

19 يناير 2022
مقطع من بورتريه لجيمس جويس (جاك إيميل بلانش، 1934)
+ الخط -

يشهد العام الجديد، 2022، احتفالاً بمئويّة صدور العديد من الأعمال الأدبية التي تركت بصمةً كبيرة على المشهد الأدبي في أوروبا. ولعلّ واحداً من أبرز هذه الأعمال، رواية الكاتب الأيرلندي جيمس جويس (1882 ـ 1941)، "يوليسيس"، أو "عوليس" (تُرجمت إلى العربية تحت هذين الاسمَيْن)، التي اعتبرتها دار نشر "مودرن لايبريري" الأميركية، في قائمةٍ أصدرتها عام 1998، أهمّ روايةٍ باللغة الإنكليزية في القرن العشرين. تصنيفٌ لا يُفاجئ كثيراً من الكتّاب والنقّاد والصحافيين الغربيين، وحتّى القراء، الذين ينظرون إلى هذا العمل بوصفه واحداً من أبرز العناوين في تاريخ الرواية بشكل عام.

في عددها الجديد، المزدوج، الخاصّ بشهرَيْ كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير 2022، والصادر حديثاً، تحتفي مجلّة "أوروبا" الفرنسية بمئوية رواية جويس التي صدرت في باريس لدى مكتبة "شكسبير آند كومباني" شتاء عام 1922، والتي ظلّت، بالمناسبة، العمل الوحيد الذي أصدرتْه هذه المكتبة التي تمثّل معلَماً من معالم السياحة الأدبية في العاصمة الفرنسية.

وجاء في تقديم عدد "أوروبا" ـ التي تُعَدّ من المراجع الصحافية الشهرية المرموقة، أدبياً وفكرياً، في فرنسا ـ أن الملفّ المخصّص لجويس يطمح إلى تحقيق هدفين بخصوص هذه "الرواية الاستثنائية": "تسليط ضوء جديدٍ بقدْر ما يُمكن على "يوليسيس"، وإيقاظ الرغبة لدى الجمهور في قراءة أو إعادة قراءة "هذه الرواية التي لم تعد الأشياء، بعد صدورها، تماماً كما كانت عليه قبل ذلك، إن كان على مستوى الكتابة أو التفكير".

لم تعد الكتابة بالإنكليزية بعد صدور الرواية مثلما كانت قبلها

على مدى أكثر من 300 صفحة، يضمّ العدد مروحةً واسعة من المقالات، والدراسات، والتحليلات، والحوارات، التي تُحاول تفكيك عوالم "يوليسيس"، وتلقّيها، وأسلوب كتابتها، وتأثيرها على عدد من الروائيين والفنّانين اللاحقين لجويس، إضافة إلى نصوص تتناول حياته وتأثير عمله هذا على مسيرته وحتى صحّته.

ويأتي العدد ببعض النصوص الطريفة لناحية الزاوية التي تتناول منها الكاتبَ وروايته، مثل مراجعة الأكاديمي إريك بولسون، المختصّ بأعمال جويس، لـ"يوليسيس" انطلاقاً من علاقتها بالأعداد، منطلقاً من هوس الكاتب الأيرلندي وتطيّره في ما يخصّ الأرقام؛ حيث كان يختار بعض الكلمات، والعناوين، وتواريخ النشر، توافقاً مع إيمانه بهذا الأمر أو ذلك. وفي حين يخصّص بيار فانكلير مقاله لتناوُل جويس موضوع المستشفى والمرض والولادة، على ضوء الفصل الرابع عشر من روايته، فإنّ الباحثة إستر ليزلي تقدّم قراءةً مقارنة للعمل، من خلال وضع جويس إلى جانب كارل ماركس والمخرج الروسي سيرغي آيزنشتاين، فيما تتناول الباحثة المختصّة بالترجمة، فلافي إيبييه، تاريخ ترجمات "يوليسيس" إلى الفرنسية، وصعوبة المقاربة الترجمية لعملٍ كهذا معروفٍ، بين قرّائه ومترجميه، بأن كاتبه كان يتفنّن في ليّ ذراع اللغة فيه، ولا يتردّد في نحت مصطلحات وتهديم البنُية التقليدية للجملة.

المساهمون