يرتبط اسم الشاعر والفنان التشكيلي المصري مجدي نجيب (1936) بمجموعة من الأغاني الشهيرة التي كتبها في الستينيات، ومن أبرزها كامل الأوصاف" لعبد الحليم حافظ، و"العيون الكواحل" لفايزة أحمد، و"قولوا لعين الشمس" لشادية، إلى جانب ما ألّفه بعد ذلك لمغّنين مثل هاني شاكر وعفاف راضي ومحمد منير وغيرهم.
كما يُذكر اسمه مع شعراء مثل الأبنودي وعبد الرحيم منصور وسيد حجاب الذين كتبوا بالعامية، وكذلك كمُعارِضٍ يساريّ سُجن خلال حكم عبد الناصر والسادات، حيث كتب أشعاره الأولى في "سجن الواحات" الذي اعتُقل فيه مع عدد من رموز الحركة الوطنية المصرية.
نجيب الذين شغله الشعر والسياسة، تخرّج من كلية الفنون الجميلة ولم ينقطع عن ممارسة الرسم منذ الخمسينيات، حيث يقدّم آخر تجاربه في معرضه الجديد الذي افتتح مساء أمس الإثنين في "غاليري قرطبة" بالقاهرة، تحت عنوان "شبابيك"، والذي يتواصل حتى الرابع عشر من الشهر الجاري.
يذهب الفنان في أربعين لوحة يضمّها المعرض إلى متون نصوصه الشعرية التي غنّاها العديد من المُطربين ويحوّلها إلى لوحات بصرية، بحثاً عن تجلّيات مرئية للكلمة المكتوبة، وتأكيداً للحوار الأزلي بين الصورة والكلمة.
تَظهر مفردات أساسية في معظم أعمال نجيب، خاصة الآلات الموسيقية والراقصين بملابسهم الزاهية والمُبهِجة، وتتكامل أعماله في رؤية بصرية كاشفة عن تأثّره بالأجواء الشعبية التي تُعبّر عنها عناصر فنية كالعروس والحصان، والمستمدّة من طفولته.
كما يرسم شخصيات مستوحاة من التراث المصري؛ بجذوره الفرعونية والقبطية والإسلامية، وكذلك أبطال السير الشعبية التي يمتطي بعضها الحصان، أو يمسك بالسيف، والبعض الآخر يعزف على آلات موسيقية مثل العود والدف. وهي عناصر أساسية في لوحات معرضه الخامس خلال حوالي أربعة عقود، ويعلّق على ذلك في حديث صحافي سابق بقوله "طغى الشعر على الرسم عندي منذ البداية، لكن الآن يحدث العكس ويستحوذ الرسم على وقتي تماماً، وأقضي أغلب النهار في الرسم لأنني أحبُّ الضوء الطبيعي، كما أن كتابة الشعر والأغاني لم تعد مُجدية، فاخترت أن أعيش مع الألوان..".
يُذكر أن مجدي نجيب عمل في مجال الإخراج الفني للكتب والمجلات، وكتب أغاني للأطفال وألّف كتباً مصوّرة لهم، ومن أبرز دواوينه "صهد الشتا" (1964)، و"ليالي الزمن المنسي" (1974)، و"مقاطع من أغنية الرّصاص" (1976)، و"ممكن عام" (1996)، و"الوصايا" (1997).