ماريا بارتوسوفا.. منحوتات تنفجر محاكاةً للطبيعة

31 اغسطس 2022
من المعرض
+ الخط -

في ستينيات القرن الماضي، ابتكرت ماريا بارتوسوفا أسلوباً خاصاً لها في النحت، باستخدام وسائط غير مألوفة مثل قطرات المطر والبيض التي تصبّها في الجبس، في محاكاة للأشكال والدورات العضوية في الطبيعة، ضمن لغة تجريدية تعبّر عن حيوية وهشاشة الحياة معاً.

ورغم محدودية مشاركتها في الخارج بسبب عزلة بلادها عن أوروبا، لكونها كانت محكومة بنظام شيوعي خلال الحرب الباردة، إلّا أنّ الفنّانة السلوفاكية (1936، براغ/ تشيكوسلوفاكيا - 1966 كوشيتسه/ سلوفاكيا) استطاعت مراكمة قرابة خمسمة منحوتة تعكس التجريب على مستوى التقنيات والموضوع.

يُفتتح مساء السبت، العاشر من الشهر المقبل، في متحف "تيت مودرن" بلندن معرض استعادي لبارتوسوفا يتواصل حتى السادس عشر من نيسان/ أبريل 2023، ويتضمّن مجموعة مختارة من منحوتاتها ورسوماتها التي كانت تنفّذها خلال مراحل، بالإضافة إلى أرشيف فوتوغرافي يوثّق كيف جرى استخدام أعمالها في ورش عمل للأطفال المكفوفين وضعاف البصر.

الصورة
(الفنانة في محترفها عام 1987، من المعرض)
(الفنانة في محترفها عام 1987، من المعرض)

يشير بيان المنظّمين إلى أنّ الفنانة سعت إلى خلق تواصل بينها وبين ابنتها عبر الفن، حيث قدّمت أولى منحوتاتها في الستينيات بعد خوضها مغامرة اللعب بالجبس معها، ووصلت إلى مقترح جمالي يتمثّل في صبّ الجبس ببالونات مطاطية، ما منحه هشاشة وشكلاً غير مسبوق، بعد محاولات عديدة لتليين مادة النحت وتحريكها وتغيير نسبها على نحو معاكس للجاذبية.

في الأعمال المعروضة، يبرز التطوّر في التعامل مع الجبس في مراحل لاحقة، إذ قامت بارتوسوفا بتشكيل المنحوتات عن طريق دفعها أو سحبها أو غمرها في الماء، ثم سمحت للبالونات بالانفجار وصنعت أعمالاً دقيقة تشبه الشرانق أو الأعشاش، وتأثرت باتجاهات هندسية جديدة آنذاك مستفيدة من دراستها العمارة والتصميم.

الصورة
من المعرض
من المعرض

منذ منتصف السبعينيات، ابتكرت  ماريا بارتوسوفا منحوتات مكّنت المكفوفين من التعرف على الأشكال المختلفة، والتمييز بين الأشكال الهندسية والعضوية، وتطوير استخدام بديل للفن مع التركيز على الخصائص اللمسية للنحت، من خلال سلسلة من الورش قدّمتها بالاشتراك مع مؤرّخ الفن ج. كلاديك ورش.

يشتمل المعرض على أعمالها في سنوات الثمانينيات، حيث هيمنت على منحوتاتها الأخيرة الأشكال البيضاوية النقية مثل البيض المجوّف والأصداف، والأشكال المثالية التي تعرّضت إلى التشوّه بفعل عمليات تكسير وضغط وربط أو تقييدها بالخيوط وأحياناً تكون متأرجحة، كما طوّرت طريقة مختلفة في تصنيع قوالب الجبس عبر آلة تستخدم الهواء المضغوط لنقل الطاقة والتحكم فيها.

المساهمون