"مؤتمر الباحثين السوريّين" الثالث: أسئلة المجتمع والسياسة والهوية والجندر

28 ابريل 2023
آثار اشتباكات مسلّحة في مستشفى مهجور بمدينة القنيطرة جنوب غربي سورية (Getty)
+ الخط -

بعد مؤتمرَين عُقدا افتراضيّاً خلال العامين الماضيَين بسبب جائحة كورونا، تنطلق حضورياً، عند التاسعة والنصف من صباح غدٍ السبت في إسطنبول، أشغالُ الدورة الثالثة من "المؤتمر السنوي للباحثين السوريّين في العلوم الاجتماعية"، والذي يُنظّمه "مركز حرمون للدراسات المعاصرة" بالتعاون مع مجلّة "قلمون" و"الجمعية السورية للعلوم الاجتماعية".

يشارك في المؤتمر، الذي يستمرّ ثلاثة أيام، 38 باحثاً وباحثة، يناقشون في أوراقهم موضوعات تتعلّق بقضايا المجتمع والاقتصاد والسياسة والهوية والجندر والعسكرة والعلاقات الدولية، إضافة إلى ثلاث محاضرات عامّة يلقيها كلٌّ من: ريموند هينيبوش، وياسين الحاج صالح، وإليزابيت لونغنس.

ويهدف المؤتمر السنوي، وفق بيان لـ"مركز حرمون"، إلى "بناء مجموعة علمية سورية، وإفساح المجال أمام الباحثين السوريّين للالتقاء ومناقشة أبحاثهم في مناخ من الحرية الفكرية وروح النقد والتحليل، لمناقشة مختلف جوانب الحياة العامّة في سورية من قبل ومن بعد، وهو الأمر الذي كان السوريون قد حُرموا منه لعقود في ظل أنظمة قمعية تخشى الفكر الحرّ".

وفي حديثه إلى "العربي الجديد"، قال مدير المركز، سمير سعيفان، إنّ سلسلة المؤتمرات السنوية للباحثين السوريّين في العلوم الإنسانية تسعى إلى "الإسهام في تنمية المجتمع البحثي السوري، وإفساح المجال لمشاركة الأفكار والعمل على مشاريع بحثية مشتركة بين الباحثين"، مُشيراً إلى أنّ المركز سيُصدر كتاباً يتضمّن عدداً من الأبحاث المميَّزة التي ستُقدَّم خلال المؤتمر.

من جهته، قال الباحث سمير عبد الله، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أهمّية المؤتمر تأتي من كونه يجمع عدداً كبيراً من الباحثين السوريّين ويُعقد في جوّ من الحرية الأكاديمية والبحثية، ما يسمح بالاطّلاع على آخر ما كُتب عن سورية في مختلف تخصّصات العلوم الاجتماعية"، مُضيفاً أنّه يضيئ، في ورقته التي سيُقدّمها خلال اليوم الأوّل، على العلاقة بين المجتمع المحلّي في منطقة دير حافر بمحافظة حلب وتنظيم "داعش"؛ مُتناولاً السياسات التي فرضها التنظيم خلال سيطرته على المنطقة، ليخلص إلى أنّ المجتمع المحلّي في دير حافر رفض وجود التنظيم وحاول التمرّد عليه.

يتضمّن اليوم الأوّل أربع جلسات؛ تتناول الأُولى محور "الثقافة السياسية والأيديولوجية"، ويتحدّث فيها كلٌّ من مضر الدبس عن "الأيديولوجيا ورأس المال الاجتماعي في مُختبر الثورة السورية (2011)"، ورشيد الحاج صالح عن "السرديات المؤسِّسة للثقافة السياسية للنظام الأسدي"، وطلال المصطفى عن "مظاهر الكراهية لدى السوريّين في مرحلة الثورة والحرب عام 2011".

أمّا الجلسةُ الثانية، فتتناول محور "الدولة بين التنظير والتطبيق"، وتتضمّن ثلاثة أوراق؛ هي: "من الدولة العلمانية المستحيلة إلى الدولة المدنية الممكنة" لحسام الدين درويش، و"بعد الفشل في سورية: هل ما زالت مسؤولية الحماية فعّالة؟" لغنى بديوي، و"الانتخابات والمواطنة في سورية: نظرة عامّة ورؤية نحو المستقبل" لمحمد الجسيم.

"تجلّيات وسياقات العسكرة في الحرب السورية" هي محور الجلسة الثالثة، وفيها يتحدّث سمير العبد الله عن "العلاقة بين المجتمعات المحلّية و'داعش': منطقة دير حافر نموذجاً"، وحيّان دخان عن "الطائفية في شرق سورية: كيف يشرح علم الاجتماع التاريخي الديناميات السياسية الموجودة؟"، ودمر يوسف السليمان عن "العنف في حيّ الزهراء بحمص في سورية منذ 2011: السياقات والجهات الفاعلة والمتواليات".

ويشكّل موضوع "أثر الحوكمة على الحراك المجتمعي" محوَر الجلسة الرابعة التي تضمّ ثلاثة أوراق؛ هي: "استكشاف أسباب استجابات المجتمعات المحلّية المتباينة للحفاظ على المواقع الأثرية أثناء النزاع في شمال غرب سورية" لعدنان المحمد، و"الخطاب الإرهابي، وهوية المجموعة، وتأطير التهديد" لطالب الخيّر، و"أثر اللامركزية الإدارية على التنمية المحلّية: دراسة ميدانية على المجالس المحلّية في الشمال السوري" لحسن مروان جراح.

يتضمّن اليومُ الثاني (الأحد) أربع جلسات أيضاً؛ تتناول أُولاها محور "أفق التسوية السياسية وفق مضامين القانون الدولي"، وتضمّ أربع أوراق؛ هي: "العدالة الانتقالية والتسوية السياسية في سورية: وضع أُسس لمعالجة قضية المفقودين" لنائل جرجس، و"الحرية الدينية والتعصُّب الديني في القانون الدولي" لفضل عبد الغني، و"دور الولاية القضائية العالمية في مقاضاة مرتكبي الجرائم ضدّ الإنسانية في سورية" لعمر إدلبي، و"الأضرار البيئية الناجمة عن النزاع المسلَّح في ضوء القانون الدولي الإنساني" لفراس حاج يحيى.

وتتناول الجلسة الثانية محور "النسوية بين السرد والتمثيل في السياق السوري"، وتتحدّث فيها كلٌّ من نوال الحلح حرب عن "المرأة والحرب في السرد النسوي: رواية 'الذين مسّهم السحر' لروزا ياسين حسن نموذجاً"، وسماح حكواتي عن "استقبال النسوية في سورية: اصطلاحاً"، وهدى أبو نبوت وهبة عز الدين الحجي عن "الصورة التمييزية في التراث الشفوي السوري"، ورؤى الطويل عن "العدالة الانتقالية والنوع الاجتماعي في السياق السوري".

أمّا الجلسة الثالثة، فتتناول محور "إشكالية الهوية في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي"، ويتحدّث فيها كلٌّ من ماريانا الطباع عن "واقع الصحافة السورية المستقلّة في المرحلة 2000 - 2010 ما بين معضلة شعارات الانفتاح وقمع الحرّيات"، ومحمد عتيق عن "تبديل الشفرة وتحويل النصّ والهوية في وسائل التواصل الاجتماعي: اللاجئون على فيسبوك"، ومحمد طاهر أوغلو عن "السوريّين في الإعلام التركي: صحيفتا 'جمهوريت' و'يني شفق' نموذجاً".

"إشكاليات التحليل في الفلسفة وعلم النفس واللغة" محورُ الجلسة الرابعة والأخيرة في اليوم الثاني؛ وفيها أربع أوراق؛ هي: "آفاق جديدة للعلوم الإنسانية: البيولوجيا وعلم النفس" لفايز قنطار، و"الفلسفة ومفهوم اليسار - نحو فلسفة آنتي- ماركسية لليسار" لماهر مسعود، و"الأنا والآخر في الرواية العربية المهاجرة" لسليمان الطعان، و"فصل المقال فيما بين علوم الشرع وعلوم اللغة من الاتصال" لعقيل المرعي.

أمّا اليوم الثالث والأخير، فيتضمّن ثلاث جلسات؛ الأُولى بعنوان "أثر الاقتصاد على ديناميات الحرب في سورية"، ويتحدّث فيها جمال منصور عن "ديناميكيات العلاقات بين الدولة والاقتصاد في ظلّ نظامَي الأسد"، ويونس رضوان الكريم عن "إعادة الإعمار ودور أمراء الحرب (روّاد الأعمال المجرمون)"، وثريا حجازي عن "دور التمكين الاقتصادي بدعم مشاركة المرأة في التعافي"، وخالد أبو صلاح عن "سورية: ما الذي تبقّى من الدولة؟ (الهشاشة في ضوء العلاقة بين الدولة والمجتمع)".

ويُشكّل موضوع "تجلّيات الطائفة والقبيلة في الجزيرة السورية" محوَر الجلسة الثانية التي يتحدّث فيها حمدان العكلة عن "الهجرات والتحوّلات الكُبرى في منطقة الجزيرة السورية: دوافعها السياسية وآثارها الاجتماعية"، وأحمد الشمام عن "تفاعل قبائل الجزيرة السورية مع الثورة وتطوّراتها"، ومحمد نور النمر عن "سياسات النظام الأسدي التعليمية في الجزيرة السورية".

أمّا الجلسة الثالثة والأخيرة، فتتناول محور "الديناميات الجيواستراتيجية في الحرب السورية"، وتضمّ ثلاثة أوراق: "الدين والمحسوبية والزبائنية: القوّة الناعمة لروسيا وشبكات النفوذ في سورية" لمحمّد حسان الأشمر، و"حروب روسيا الخارجية من وجهة نظر القانون الدولي: سورية - أوكرانيا نموذجاً" لعبد الرزاق الحسيني، و"الجولان السوري، واقع الحال بعد 55 عاماً من الاحتلال" لنزار أيوب.

وإلى جانب الجلسات، تُقام ضمن المؤتمر ثلاث محاضراتٍ عامّة، عند الحادية عشرة والربع من صباح كلّ يوم، الأُولى من تقديم أستاذ العلاقات الدولية وسياسات الشرق الأوسط في "جامعة سانت أندروز" بالمملكة المتّحدة، ريموند هنيبوش، وتحمل عنوان "من الحرب بالوكالة إلى الحرب بالعقوبات: المراحل المتأخّرة من الصراع السوري"، والثانية من تقديم الكاتب السوري ياسين الحاج صالح وتتناول موضوع "سورية ومفهوم الجينوسايد"، والثالثة بعنوان "مراجعة نقدية في مسار علم الاجتماع" وتقدّمها عالمة الاجتماع الفرنسية إليزابيت لونغنس.

المساهمون