ليست إسطنبول يا نورا

30 ديسمبر 2024
لال لالِش
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في قصيدة "قُرط هَيْندَري"، يتجلى الحب والعشق من خلال رمزية النار والنجوم، حيث تتشابك الذكريات العائلية مع لحظات الحنين والدفء، مما يعكس عمق الروابط الإنسانية.
- "ليست إسطنبول إلاّ العَدَم" تعبر عن الحنين والفقدان، حيث تتلاشى المدينة في ظل الحب المفقود، وتبرز الأماكن التاريخية كرموز للذكريات والتمرد.
- دياربكر تُصور كمدينة تجمع بين الحب والحرية، حيث يتردد صدى العشاق والثعابين في الليل، مما يعكس تعقيد الهوية والواقع.

قُرط هَيْندَري
 
أشعلتُ النيرانَ من أجلكِ
نيراناً تدفئ وتُرعِش مثل نظراتِك.
لففتُ رائحة البطيخ المجفف في صوتكِ
يدُكِ في يدي، مشينا نحو شجرة التوت نحو أُمي على جانب التلِّ
نظرنا إلى النجوم: أنا وأنتِ وأُمي.
أعدَّت أُمي فراشاً لنا على الأرض
بَدَتْ على يديها خطوطٌ بارزة للعمر الحزين
غطَّتْنا بطرَّاحة وقبَّلتنا بقُبْلةٍ لم تشهد رخاء
وبابتسامةٍ ماكرة
في وقت الفجر همستْ في أذني وهي تبتسم
همس الفجر في أُذني بابتسامة:

"يا ولدي، منذ أن وصلتَ سنَّ البلوغ كنتَ تسألني: 
أنتِ ليلى، فمن هو المجنون؟ وما هو العشق؟
العشق هو الأصوات التي تتطاير من الفراش
إلى أعماق الليل".
ثمّ وضعتْ قُرطَ "هَيْندَري"  في أذنيكِ
ومشتْ جنوباً نحو النافورة.


■■■


ليست إسطنبول إلاّ العَدَم، يا نورا
 
عرفتُ أنَّ مُلحقات القسطنطينيَّة همساتُ حُبِّكِ...

يا نورا، إذا انسحبتِ إلى صحراء العين بظِلِّكِ الذي احترقتْ أطرافُه،
وإذا تراجعتِ إلى بَحْري الذي استضافت منارتُه سبعَ ممالك، فليست إسطنبول إلاّ العَدَم.
ومركزُ حيِّ تَتافْلا مكتظٌّ بالعشق، ناهيك عن زهور العُشَّاق...

يا نورا، إذا اختفتْ صرخةُ برجِ غلطة المخفيَّةُ في قلبكِ كخنجرٍ فضِّي، وممثلون هاوون لمسرحيَّات قابعة في الظلام، وكلاُبُ الدهرِ القاهرِ على عتبة حانات الأسماك، فليست إسطنبول إلاّ العَدَم...
ومنارةُ مركز شرطة شيشخانة تحريضٌ على التمرُّد...

يا نورا، إذا جُنَّ جنونكِ فأحرقتِ نجومَ الدفلى من أيام روما، وذكرياتِ بيزنطةَ المدفونةَ في ظلِّ الأرض، وعمامةَ العثمانيين ذات لون الزيتون بعدَ أن جمعتِها في مبنى حجريّ تقادَمَ عهدُه، فليست إسطنبول إلاّ العَدَم...
أما الأرغن اليدوي الذي جاوَزَ الرصيف في زقاق "يُوكْسيك كالْدِيريم" هو توتُ الخشوع في القارب الذي نتأرجح فيه...


■■■
 
صفير
 
دياربكر:
مدينة يصفر فيها العشَّاق والثعابينُ بعد حلول الظلام،
جغرافيا الحقيقةِ والهوَّيةِ والحرَّية.

التنِّين:
"دياربكر قصيدةٌ أكتبها لكنني لا أستطيع قراءتها".


* ترجمة عن التركية: محمد حقي صوتشين

** Lal Laleş شاعر تركي من مواليد عام 1975 في بلدة كِزيل تبة التابعة لمدينة ماردين. درس التاريخ في جامعة دجلة. عمل مخرجاً لعدد من المجموعات المسرحية. يكتب الشعر باللغتين الكردية والتركية، صدر له أربعة دواوين. له مقالات عن الشعر الكردي القديم والحديث، كما يدير دار "ليِس" للنشر في مدينة دياربكر. تُرجمت قصائده إلى عدّة لغات. كما ترجم الشاعر عدّة أعمال من التركية إلى الكردية. تضم أعماله بشكل أساسي شخصيّات ومراجع تاريخيّة وأسطورية بلغة تتسم إلى حدٍّ ما بالرمزية والغموض.

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون