لوثيا فيداليس.. عن النار وتحوّلاتها

22 سبتمبر 2023
لوثيا فيداليس (1986)
+ الخط -

يقول الفيلسوف اليوناني هيراقليطس إنَّ "الماء هي التحوّل الأول للنار". تتبنّى الفنانة المكسيكية لوثيا فيداليس هذه المقولة، عندما تقف أمام لوحاتها وتعطي للنار التي يصعد لهبها من أطرافِ أعمالها الفنّية أشكالاً متعدّدة؛ فتارةً تلبسُ قناع الموت، وتارةً تلبس قناع الخلق، وفي بعض الأحيان تتحوّل إلى أنثى. نارها تفعلُ كلّ شيء إلّا أن تحرق.

هذه النار المتحوّلة والتي لا تُحرق، هي موضوع معرضها الأخير، "النار التي لا تحرق"، والذي يقام حالياً في متحف "كابانياس" بالعاصمة المكسيكية، ويستمر حتى الثامن عشر من كانون الثاني/ يناير 2024.

عبر ما يقارب خمسين عملاً، تقدّم الفنانة المكسيكية نماذج عن تحوّلات النار، مستندة ًفي ذلك إلى تراث الفنّان المكسيكي خوسيه كلمينتي أورسوكو، الذي تُعتبر النار عنصراً حاضراً ودائماً في عمله. إلّا أنَّ مقاربة الفنّانة المكسيكية للنار تختلف عن مقاربة أستاذها؛ فالنار المتغيّرة يمكن أن تساعدها من أجل معالجة موضوعات الموت، والخلق، والجسد الأنثوي المتّقد، وإلهات المكسيك القديمة، والتي كانت النار بالنسبة لشعوبها عنصراً هاماً في الحياة. 

من المعرض
من المعرض

تُشكّل اللوحات الموجودة في المعرض تجربة تشكيلية وبصرية فريدة، حيث تتميّز الأعمال بحيوية لونية هائلة ومضيئة، لكنها في غالبها محاطة بمناخ عابرٍ يصعب فهمه أحياناً. هذا التناقض بين ما هو عابر وما هو حاضرٌ بكثافة وشدّة زمانية ومكانية، يتطوّر في اللوحات على المستوى الإدراكي من خلال نهج تصوري يندمج فيه السرد والفكر.

"معظم هذه اللوحات هي أكريليك وزيت على قماش. لكن بعضها الآخر يحتوي على الشمع وعلى الصباغ ورسومات بالفحم والرصاص والرماد. حاولتُ ألّا تكون موضوعات اللوحات النار فحسب، بل أن تتدخّل عناصر النار وما يَنتج عنها في عملية الخلق الفنّي. سابقاً، كنت أشتغل على موضوع النار، ولكن الآن، مثلاً، صرت أربطها بموضوعاتي السابقة، كما هو الحال مع الشخصيات النسائية المرتبطة بالآلهة المكسيكية. الآن صارت هذه الشخصيات مرتبطة بالنار أكثر من ارتباطها بالآلهة"، تقول فيداليس. 

يذكر أن لوثيا فيداليس من مواليد مكيسيكو العاصمة عام 1986. أقامت عدّة معارض فردية في المكسيك والولايات المتّحدة، وهي حالياً أستاذة الفنون التصويرية في "جامعة موتيري" بالمكسيك. 

 
المساهمون