استمع إلى الملخص
- يستخدم غائب الكولاج والأعمال التركيبية لتصوير السلالم والهرم كرموز للصعود والنجاة، معبراً عن رفض الاستسلام للواقع العراقي، حيث تتنوع أعماله بين الهشاشة والصلابة.
- تستكشف الأعمال قضايا متعددة مثل البيئة والفضاءات الحضرية، مستفزةً المخيلة للعب والارتقاء، ويُذكر أن غائب درس الفن في بغداد وشارك في معارض دولية.
حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل في "غاليري الأورفلي" بعمّان معرض للفنان التشكيلي العراقي غسان غائب (1964) بعنوان "كن شاسعاً كالهواء"، والذي افتتح الأربعاء الماضي.
يقتبس الفنان عنوان معرضه من بيت شعر لجلال الدين الرومي يقول فيه: "لتتعلم السرّ، كُن شاسعاً كالهواء. أنت الآن أجزاء متساوية من الفخار والماء، طين سميك"، في إحالة إلى فكرة الارتقاء والسمو بالذات التي تمثّل المصير الحتمي للإنسان.
وكان الناقد العراقي حاتم الصكر قد أصدر كتاباً عام 2021 بعنوان "كن شاسعاً كالهواء.. قراءة في دفاتر غسان غائب"، مضئياً تجارب الفنان في رسم أعمال متعالقة مع قصائد أو مقاطع من نصوص الجواهري، ومحمود البريكان، وبلند الحيدري، وسعدي يوسف، ورشدي العامل، وموفق محمد، وصلاح حسن، وعبد الأمير جرص، بالإضافة إلى أشعار ابن عربي والرومي.
يحضر الدرج كمفردة في عدد من الأعمال المعروضة، حيث يتآلف معها الناس باعتبارها حاضرة في بيوتهم وتشكلّ عصباً حيوياً فيها، يصعدون منه إلى سطح البيوت وينزلون منه إلى الغرف، ويلعب على درجاته الأطفال، ويجلسون عليها أحياناً.
وباستخدام الكولاج والأعمال التركيبة، يرسم غائب السلالم بأشكال متنوعة كأنها الطريق الوحيدة للصعود والنجاة من الهزائم والانكسارات التي تحاصر الوعي الجمعي، وكذلك يرسم الهرم في دلالات الارتقاء المعرفي والذاتي.
ومن خلال هاتين المفردتين، يعبّر الفنان عن رفض الاستسلام للواقع الذي يعنيه كإنسان عراقي بالدرجة الأولى خاض الحروب والحصار، حيث انعكست فكرة المواجهة على أعماله التي تتراوح بين الهشاشة والصلابة والخشونة والنعومة والخراب والبناء.
كما يعبّر الفنان في الأعمال المعروضة عن قضايا أخرى مستمدة من تعدّد وظائف الدرج وإسقاطاته، حيث يستفزّ المخيلة للعب من خلال توليد الرغبة بارتقائه، فتمتزج هذه الغواية بأهداف جدية ومسؤولة، وهذا بعد متقصّد في تكوين العمل، بالإضافة إلى التعبير عن طبيعة السكن والتعامل مع الفضاءات الحضرية وقضايا البيئة أيضاً.
يُذكر أن غسان غائب درس الفن في "معهد الفنون الجميلة" و"أكاديمية الفنون الجميلة" ببغداد، وأقام عدّة معارض فردية منها: "الوشم" (2005)، و"مطرود من الجنة" (2010)، إلى جانب مشاركاته في معارض جماعية بالعراق ولبنان والأردن والولايات المتحدة وهولندا ولتوانيا وفرنسا وبنغلاديش والإمارات وغيرها.