استمع إلى الملخص
- في الليل الطويل، يولد الصحو من الظلمة، حيث أسمع صرخات امرأة تلد، وأتساءل إن كان الليل قد صرخ حين ولدتني، بينما أرى عصفورين وأشعر بالوحدة التي تفيض من الغرفة.
- أتذكر والديّ كعصفورين، نمت بين جناحيهما، حيث كانت السماء تكبر بحبنا، وأحلم بالسفن التي تعبر الثلوج تحت حراسة إله صغير.
كلّما أمسكنا جَمالاً
قلنا للصباح أن يستفيق،
قلنا للكلمات أن تصير امرأةً،
وتتمشّى فوق صدورنا حافية.
قلنا للأيام أن تركب أقرب باص،
وتلحق بنا.
لكن كلّما أمسكنا نهاراً يفرّ،
كلّما أمسكنا جَمالاً يخبو.
■ ■ ■
الليل يلد
أسمع في هذا الليل الطويل،
امرأة تصرخ،
لأنّ وليدها على وشك الخروج،
وأنا الذي خرجت من النوم،
بولادة قيصرية،
هل صرخ الليل حين ولدني؟!
أرى عصفورين في هذه الظلمة،
وألمس جسد امرأة لا أراه،
ألمس كلّ هذه الظلمة،
التي تتغنّج في يدي.
ألمس كلّ هذا الخفقان،
الذي يفيض من الغرفة.
أرى العصفورين،
وأريد أن أبكي،
لأنّ الليل وحيد،
وأنا وحيد،
وكلّ هذا الصحو الذي يخرج من العينين،
وحيد.
■ ■ ■
أتذكر والدَيّ
كان والدايَ عصفورين.
من الريش،
نَمَت روضة زرقاء،
وكانت السماء تكبر وتعلو بحبّنا.
أذكر سفناً تعبر في الثلوج،
يحرسها إله صغير في جبل.
كان والداي عصفورين،
وكنتُ أنبت بين الجناحين،
وأطير في حلمهما.
* شاعر ومترجم من المغرب