استمع إلى الملخص
- يتطرق النص إلى الصراع الداخلي والتناقضات في الرغبة بالانعزال والخوف من مواجهة الواقع، معبرًا عن ذلك من خلال استعارات مثل العيش في فقاعة والركض عائدًا إليها عند ملامسة العالم الحقيقي.
- يختتم النص بتأملات حول الموت والحزن، مقارنًا الحياة بقصيدة كئيبة تحمل في طياتها شيئًا من الجمال الشعري، مما يجعل الحياة أحيانًا أقل حزنًا، معبرًا عن تقبل الحزن كجزء لا يتجزأ من الوجود.
مثل أن تنتظر شيئاً
لا تتمنّى أن يحدث
أمسكُ قضبان حياتي بكلتا يديّ
أصغي لموسيقى لا تأتي
ينبتُ العشب على أصابعي
وأستمرّ بعدِّ الساعات
وهي تنقضي
أحياناً تبدو لي الحياة
مغامرةً شعريّة
ساخنةً ومستحيلة
كلُّ كلمة تأخذني إلى عمق الأشياء
كلُّ حركة تبدو كأنّها الأُولى
كلُّ بذرة تجد طريقها نحو الضوء
ثم ينتهي الحلم
وأظلّ نائمة
أبكي بسهولة
كلّما نبض الشريان في عنقي
مرّتين متتاليتين
كلّما نقصَ الهواء في شرنقتي الجامدة
كلّما رأيت جثّة الفراشة طافية على سطح البركة،
أبكي بسهولة
أنبعث حزناً جديداً
في كلّ حزن أتسبّب به لأحد - بلا قصد -
أمرّر يدي بلا كلل
على الأشياء المكسورة
وأنتظر معجزة،
أقرأ بودلير
وأبكي أبكي
كلما نبتت زهرة من زهور الشرّ
في رأسي
لا أحبُّ أن يستقلّ أحد بيأسي
أعيش في فقاعتي بصمتٍ
لا أنتظر من النبتة أن تُزهر
لا أريد أن أصل إلى أيّ مكان
أتهادى على حبل رغباتي
دون أن أقطع أبداً
منتصف أيٍّ منها
حتى حين أخرج من فقاعتي
أركض عائدة إليها
إذا ما تلمّست العالم
ووجدته حقيقياً
إلى هذا الحدِّ المُرعب
يقول صوتٌ غريبٌ في الحلم:
"ما طائل الحياة بلا ثقب في سفينتك"
أستيقظ قبل أن أجيبه
سخونة في صدري المثقوب
قدماي في الماء
ورأسي محشورٌ جيّداً
في فقاعتي
ضبابٌ وزبدٌ وسراب
أرقّ من أن أُقصي شيئاً أو أحداً
أهرب مثل موجة
أتّخذ شكل المكان والزمان
مثل هيولى رقيقة
وأتذرّى في الريح
وحيدة
أغنّي لآلهة أورفيوس
دون أن يفتن غنائي أحداً
وأنظر خلفي بلا خوف
على سعادة
لا أصدّقها
حتى الموت
أفكّر فيه
كمن يفكّر بالكلمة الأخيرة
في قصيدته الكئيبة
شيء مثل الشعر
مثل الغيمة
مثل فكرة حزينة
تجعل الحياة أحياناً
أقلّ حزناً
* شاعرة لبنانية مقيمة في فرنسا