سأكون وحيداً
حتى وأنا أبتسم
الابتسامة التي تزيد من الغربة
وكالعادة،
أقف
بين رغبتين
واحدة في الانصراف
والثانية مواصلة التحديق في ملامح الآخرين
الذين لأسباب لا أعرفها
يواصلون تمرير كلمات مجاملة تُشبه لكمات على وجهي
وحين رفعت يدي لأرسل تحية من بعيد
ظنّت المرأة التي هجرتني عندما كنت شاباً
أنّي أود أن أُقدم لها محبّة قديمة قابلة للتجديد
فجاءت
كي تضحك على خفّتي
وتتأكّد من مفعول رائحة الرغبة التي كانت تفوح كلما رأيتها
لكنّي لم أحتمل
فهربت.
أظن في تلك اللحظة، بالذات، وأنا أترك الحديقة
أطلقت والدة العروس زغاريد عالية تشبه نواح حيوانات غير أليفة
فكّرت أنّ كل ذلك تهيؤات بيضاء
أستدرجها الى المخيّلة
التي صارت تشحذ الصور
من دفاتر عتيقة.
* شاعر من فلسطين