كانت قصيدةً واحدة

11 ابريل 2021
جزء من عمل لـ أنييس مايس (1998)
+ الخط -

لكنّي وحدي
ما من صلاة لي
هل تريدُ اسمي؟
أعرفُ أنّي لن أتساوى معه.
لم يعُد غيرَ مجازٍ،
فاخترتُ حيرتي
وكلَّ شيء ينزلقُ بي إلى الموت،
إلى تلك الوحدة العظيمة.
لا طارقَ لبابها،
من يدري،
لعلَّ زهرةَ الرندِ البعيدة
تنبتُ في قلبي،
تحسبُ خطواتها إلى الرمل،
معنى للمنفى الذي عكس ملامحي ظِلّاً للعابرين،
قبل أن تُرمى أعقابُ السجائر
للشارع الفقير.

فلأهدأْ قليلاً،
كلّ يوم أقول: سينتهي اليوم الصعب.
الليلُ وحده يتعفّن مع جسدي
وقد تعبت من انتظار الفجر،
تعبت من انتظار الوردة والزمن الشارد،
بكيتُ،
لم أدرِ
أنّ البلاد تنازعني أيضاً
ذاكَ الحضور المتورّم الذي يهذي له جسدي
كأنّي أسلسلُ خفّتي.


■ ■ ■


1

أريدُ أن أتركَ شيئاً لكِ
في هذا العالم
كما تدسّين نفسكِ حيث تطمئنّين.
أريد أن أكونَ
الحزنَ الذي يسند بهجة الوردة.


في القيامة
ستظنُّكِ الملائكةُ حلمَ شاعرٍ
عندما يحدثُ ذلك
ينبغي ليدكِ أن تشيرَ إليّ.


■ ■ ■


لم يكن صديقي
لكنّه يقصد جثّتي التي تنقص بهدوء
منتظرةً ظلام اليوم التالي.
في بداية النهار،
العالم يختار الملل.
...
وبدأتُ أقول لسركون بولص
أنّها معبودة
وليست عابدة.
هذه اللعنة تجعلني أرفض محلّ الشيطان
واشتهاء آدم.
لا أريد العبور إلى الجحيم بخطأٍ واحد.
وفي الغرفة
أختنق عشرات المرّات،
أعرف أن اليابسة تغرق أيضاً،
ويمرّ في ذاكرتي شريط لزج،
من يختار اسماً لهذا الحب، هذا الاتساعَ للمفردة، الغريب كقصص المطر.
...
نظرتُ إلى سركون؛
ربما مساؤك ينتظر قصيدة؛
قال: لقد وجدَت نفسها في حكايتك.
أشار،
وأكملت...


■ ■ ■


كانت قصيدة واحدة
هذه التي كتبتها في المقهى
عن الموت
في لحظة ثقيلة.
ليس من العدل أن تتركني فيها للأوقات القاسية
لأرى اسمي على الحجر،
ربما أرى بريق عينيك مرّةً أُخرى.
وأنا أرى هذه المسافة البعيدة 
هل أنت تسمعني؟
هذه يديك،
دعني أقبّل يديك
قبل أن تصل عشب القبر
وتمسح التراب عن الشاهدة.
أتوهَّم 
لأن الألم يسحق عظامي 
والآخرون هنا
على الأرجح
ينتظرون قدومك لتغمض عيني.
...
كن الرحمة
كن أنتَ مرّةً أُخرى
وأخِّر هذا الألم عنّي
ليس الأرق فقط، ما يحيط بي.


■ ■ ■


سأبقى هنا في بغداد
من أجل الموت، أو عامي الأربعين،
لتأت يداك
تمسك ملامحي من الذبول الكثير،
فأنا
أغمض عينيّ
إقراراً بالظلام فقط.

لا أنتظر الفجر
لا أملك أمل الوردة
والذوبانُ حيلتي الكبيرة لأتوقّف عن الحيلة.

فهل أنتَ الغريبُ أم أنا؟
وإذا كنت، كيف تغفو على صدري خلسة كل يوم؟
وفي قلبك النوارس
أهبط مثلها
لكنّي الذي اختفى في الضباب.


■ ■ ■


الدهشةُ طُعْم الصمت
والغياب شكل القصيدة.
من أجل ذلك احتفظتُ بألمي
لأطمئن لضحكتك فقط
حينها يبدو العالم سعيداً.
لكنّ الأرقام خلقت أفكاراً أُخرى
عندما جاء دورك، وهو دورك دوماً،
جرّبت أن أنظر إلى الظلمة فقط، وأنتظر كتابة شيءٍ من أجلها، أسمّي فيه الفجر رفيقَ وحدتي. 
هل كان ذلك طيشاً؟
لأن يدك - أمس - لوّحتْ لي، 
قائلاً: أين تنهار الليلة؟
سأكون في الصباح لحماً بارداً.
هذا جوابٌ
أعيش فيه كاذباً
لتظلّ بخير.


* شاعر وتشكيلي من العراق

نصوص
التحديثات الحية
دلالات
المساهمون