كاتب من العالم: مع واهه آرمن

16 يوليو 2024
واهه آرمن
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع كاتب من العالم في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وبعض ما يودّ مشاطرته مع القارئ العربي. "أستغرب أن يُقابَل العدوان على غزّة بالصمت واللامبالاة"، يقول الشاعر الإيراني الأرمني لـ "العربي الجديد".


■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟

- أستغرب استمرار هذا الظلم والجريمة والعدوان ضدّ أهل غزّة الأبرياء وأكثر من ذلك صمت ولامبالاة هؤلاء الذين يبدو أنهم يشاهدون ذلك بابتسامة سخيفة.


■ كيف تُقدّم المشهد الأدبي والثقافي في بلدك لقارئ لا يعرفه؟

- بألم شديد أقول إنّه مكتبة رائعة وجميلة تحوّلت إلى مصنع من الدُّخَان، والله أعلم ماذا يصنعون هناك.


■ كيف تُقدّم عملك لقارئ جديد، وبأي كتاب لك تنصح أن يبدأ؟

- لسوء الحظّ لا يقتصر عمل الكاتب في العالم الثالث على الكتابة فحسب، بل على حصول إذن لنشر الكتاب وتوزيعه وتقديمه وأحياناً حتى مُراجعة أعماله. إنه أمر مُضحك. لذلك أفضِّل التركيز على عملية الكتابة فقط حتى لو لم يقرأ أعمالي أحد.


■ ما السؤال الذي يشغلك هذه الأيام؟

- لو لم يكن لدي الكثير من الأسئلة طوال هذه السنوات هل كنت سأستمرّ كشاعر؟ 

لولا الكثير من الأسئلة طوال هذه السنوات ما كنت لأستمرّ كشاعر


■ ما أكثر ما تحبّه في الثقافة التي تنتمي إليها وما هو أكثر ما تتمنى تغييره فيها؟

- تُعجبني خلفيّتها التاريخية والثقافية وخاصة خلفيّتها الأدبيّة وما ساهم في تكوين شخصيتي ونظرتي للعالَم وأهمّها عائلتي والمجتمع الذي نشأتُ فيه. تعلّمتُ أن أحترم آراء الآخرين من أيّ عِرق وأعتبرها آرائي، وأُريد تغيير ما فرضه علينا الأعداء.


■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟

- المسار القديم نفسه. المسار الذي لا عودة منه.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- أُريد أن تصل شعوبُ العالم إلى الحكمة بحيث لا تتغيّر إذا وصلت إلى السُّلطة في أي مجال. سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو العسكرية.


■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟

- هناك الكثير من الأشخاص أودّ أن ألتقي بهم، ولكن أودّ أن ألتقي بخورخي لويس بورخيس وسيلفيا بلاث. لأنني أشعر بأنهما يستمعان إليَّ بصبر عندما أتحدّث إليهما.


■ ما هو، في اعتقادك، أكبر خطر على حرّية الكاتب والكتابة في العالم اليوم؟

- البقاء في سجون دُعاة الحرب الذين تولّوا إدارة شؤون العالَم. 


■ ما هي قضيتك وهل يمكن أن تكون الكتابة قضية بذاتها؟

- قلتُ ذات مرّة إنني أميل إلى الكتابة عندما أكون مشتّت الانتباه. لأن الجنون والانتباه الكامل مثيران للسخرية. والآن أقول أيضاً إنّ هذا التشتت قد يكون هو قضيتي الجميلة.


■ الأدب العالمي يكتبه المترجمون، إلى أي درجة توافق على هذه المقولة وإلى أي درجة كتبك المترجمون؟

- في الواقع المُترجم الجيّد، المترجم الذي يعمل بحُبّ وشعور بالمسؤولية، يُمكنه إعادة تكوين جزء من الأدب العالمي بلغةٍ أُخرى. 


■ كيف تصف علاقتك مع اللغة التي تكتب بها؟

- أُحبّ اللغة الفارسية ويسعدني أنّني أُنشد الشعر بهذه اللغة. 


■ كاتب منسي من لغتك تودّ أن يقرأه العالم؟

- أَتمنى أن تُتاح الفرصة للكثير من شعرائنا وكتّابنا وأن يَقرأ العالم أعمالهم.


■ لو بقي إنتاجك بعد 1000 سنة، كيف تحبّ أن تكون صورتك عند قرّائك؟

- عندما أكتب لا أفكّر في هذه القضايا إطلاقاً. لأنني أريد أن تظلّ صورتي كما هي بين المتلقّين، سواء اليوم أو بعد ألف عام.


■ كلمة صغيرة شخصية لقارئ عربي يقرأ أعمالك اليوم؟

- تعرّفتُ إليكم من خلال قراءتي لأعمال أُدباء عرب لهم مكانة مرموقة في الأدب العالمي وأدركت مدى جمالكم. أحبُّكم وأودّ أن تعلموا أنني أقف من كلّ قلبي احتراماً لكبار مثل نجيب محفوظ وجبران خليل جبران ونزار قباني ومحمود درويش وغيرهم من الأدباء.


بطاقة

واهه آرمن، شاعر إيراني أرمني من مواليد مدينة مشهد الإيرانية عام 1961، ويُقيم في العاصمة الأرمينية يريفان. له في الشعر مجموعاتٌ عدّة، منها: "ترك جناحيه بجانب قصائدي ورحَل" (2005)، و"بعد عبور الكراكي" (2007)، و"إذا نزل المطر سنذهب" (2012)، و"أُحبّ ألّا أكون شاعراً أحياناً" (2013)، و"الأرواح المسحورة: حوارات شعرية" (2016)، و"بلون الدانوب" (2018)، و"الواجهة الفارغة" (2021)، و"نصف ساعة شعرية" (2021)، وهي مختارات من أعمال الشاعر انتقتها آنت آرمن.

المساهمون