كاتب من العالم: مع عادل بیابانگرد جوان

23 اغسطس 2024
عادل بیابانگرد جوان
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع كاتب من العالم في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع القارئ العربي. "إذا بدأتُ من جديد سأصبح شاعراً مرّة أُخرى"، يقول الشاعر الإيراني عادل بیابانگرد جوان.



ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟

- قبل كلّ شيء أفكّر في الأطفال الذين يعيشون في جحيم الحرب على غزّة. يؤلمني موت الأطفال وكل طفل يُقتل يجعل العالم مكاناً لا يطاق.


كيف تقدّم المشهد الأدبي والثقافي في بلدك لقارئ لا يعرفه؟

- نحن نعيش في عصر حدثت فيه ثورة في مجال الكتابة بسبب الفضاء الإلكتروني. في الماضي كان عدد قليل من الناس يستطيعون القراءة. ومع ظهور التعليم الحديث حدثت ثورة في القراءة وأصبحت القراءة عالمية، ومع التطوّر الذي أحدثه الفضاء الإلكتروني، أصبحت الكتابة عالمية أيضاً، فصرنا أمام إنتاجات ضخمة في مجال الأدب. ومع ظهور إمكانيات النشر الجديدة أصبحت طباعة الكتب سهلة جداً. في الماضي البعيد كنا نعرف معظم الكتّاب الجيّدين، لكن اليوم لم نعد كذلك.


كيف تُقدّم عملك لقارئ جديد، وبأيّ كتاب لك تنصحه أن يبدأ؟

- لست شخصاً غزير الإنتاج، وخلال ما يقرب أربعين عاماً من كتابة الشعر لدي ثلاث مجموعات منشورة، وديوان لم يُنشر بعد. كلّ كتاب من كتبي قد يفتح باباً للقارئ.


ما السؤال الذي يشغلك هذه الأيام؟

- كيف يمكننا استعادة السلام الداخلي في هذا العالم المضطرب الذي يمطرنا دائماً بالأخبار السيّئة؟

يبني الشاعر بيته على طريق الفيضان في هجرته إلى غير لغته الأم 


ما هو أكثر ما تُحبّه في الثقافة التي تنتمي إليها، وما هو أكثر ما تتمنّى تغييره فيها؟

- اللغة والأدب والموسيقى والفن والتقاليد هي خيوط قوية تربطني بجذوري. عندما أُغنّي غزلاً لسعدي الشيرازي أو أسمع صوت وتر جليل شهناز في أي مكان من العالم أشعر بأنني في مسقط رأسي إيران.


لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟

- إذا بدأتُ من جديد سأصبح شاعراً مرّة أخرى. بالنسبة لي الإنشاد يشبه التسبيح المستمر. قد لا تولد منه قصيدة، لكنه يُنير يومي.


ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- أتمنى أن يتحرّك عالمنا نحو الصداقة والسلام.


شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟

- سعدي الشيرازي هو الشخص الذي أودّ أن ألقاه. سعدي شخصية بارزة جداً في مجال الأدب، سواء من حيث شخصيّته أو من حيث موقفه تجاه المجتمع، أو حتى من حيث روح الفكاهة.


ما هو، في اعتقادك، أكبر خطر على حرّية الكاتب والكتابة في العالم اليوم؟

- الرقابة.


ما هي قضيّتك، وهل يمكن أن تكون الكتابة قضية بذاتها؟

- الكتابة قبل كل شيء هي تحرّر ونوع من التفاعل مع الذات والعالم. وفي المرحلة الأخيرة تصبح مشاركتها مع القارئ أمراً مهماً.


الأدب العالمي يكتبه المترجمون، إلى أي درجة توافق على هذه المقولة، وإلى أي درجة كتبك المترجمون؟

- للمترجمين دورٌ مهمّ في نشر الثقافة والأدب. في بعض اللغات، مثل الفارسية، يكون دور المترجم ضرورياً جداً، ويمكن القول إنه دون مترجم لن يكون انتقالنا إلى عالم جديد ممكناً.


كيف تصف علاقتك مع اللغة التي تكتب بها؟

- اللغة للشاعر ليست مجرّد أداة توصيل، بل هي البيت الذي يسكن فيه. وعندما يهاجر الشاعر إلى بلد غير لغته الأم، كأنه بنى بيته على طريق الفيضان.


كاتب منسيّ من لغتك تودّ أن يقرأه العالم؟

- أعتقد أن هناك الكثير من الكتّاب المنسيين، لأنّ أدبنا لا يُقدَّم كما ينبغي.


لو بقي إنتاجك بعد ألف سنة، كيف تحبّ أن تكون صورتك عند قرّائك؟

- لستُ قلقاً بشأن صورتي.


كلمة صغيرة شخصية لقارئ عربي يقرأ أعمالك اليوم؟

- لدينا الكثير من القواسم المشتركة، لذلك لسنا غرباء بعضنا عن بعض. أتمنى أن يكون الدخول إلى أعمالي غير عسير على القرّاء العرب.
 



 
بطاقة

شاعر إيراني من مواليد ميناء انزلي (شمال إيران)، عام 1968، له في الشعر: "وراء هذا الصوت الجديد" و"أسماؤنا ضائعة في الهواء"، و"شراع صغير". 

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون