فيلم الأمير عبد القادر الجزائري: محاولة أُخرى

28 اغسطس 2022
(الأمير عبد القادر في فرنسا عام 1951)
+ الخط -

إنْ كان اسم الأمير عبد القادر الجزائري (1808 - 1883) يرتبط في الوجدان الجزائري، والعالمي، بقيَم التسامُح وحقوق الإنسان، والجمْع بين مقاومَة الاستعمار والشعر والفلسفة والفكر والتصوُّف، فإنَّ مشروع إنجاز فيلمٍ عنه يرتبط بواحدٍ من أكبر ملفّات الفساد في قطاع الثقافة بـ الجزائر؛ ذلك أنّ المشروع، الذي انطلق قبل أكثر من عشر سنوات، استهلك قرابة 12 مليون دولار أميركي من دون أن تُصوَّر منه لقطةٌ واحدة.

مع سقوطِ منظومة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة في خضمّ الحراك الشعبي الذي شهدته الجزائر عام 2019، عاد الحديث عن مشروع الفيلم مُجدَّداً؛ بعد أن طلب الرئيس عبد المجيد تبّون بإعادة بعثه. هكذا، أُعلن نهاية 2021 عن إنشاء مؤسّسة (بموجب مرسوم رئاسي) باسم "الجزائري"، تقتصر مهمّتها على إنتاج وتوزيع واستغلال فيلم "الأمير عبد القادر". ومؤخّراً، قال القائمون على المؤسّسة إنّهم قطعوا شوطاً كبيراً في التحضير لإنجاز المشروع.

في تصريحات نقلتها "وكالة الأنباء الجزائرية"، قال مدير عام المؤسّسة، سعدان عيّادي، إنّ هيئته شرعت في الاتصال بـ "أسماء بارزة" في مجال الإخراج والسيناريو والكتابة التاريخية، وتنظيم لقاءات للاطّلاع على كلّ الجوانب المتعلّقة بالفَترة التاريخية التي عاش فيها الأمير.

وأضاف عيّادي أنّ مؤسّسته ستعمل على إنجاز "عمل فنّي رفيع يعرّف الأجيال الجديدة في الجزائر والخارج بهذه الشخصية الفذّة التي قاومت المستعمر لأكثر من 15 سنة، وأسّست للدولة الجزائرية الحديثة، مع إبراز الجوانب الأخرى للرجل كمفكّر ودبلوماسي وشاعر ومتصوّف وفقيه، فضلاً عن مواقفه الإنسانية".

أمّا الكاتب بوخالفة أمازيت، العضو في المؤسّسة، فقال إنّ الفيلم سيُظهر "الصورة الحقيقية للأمير، لا تلك التي يسوّقها الاستعمار الفرنسي في مراجعه، والتي تُقدّمه بوصفه جزءاً من تاريخ فرنسا، في محاولة لنزع صفة المقاوم عنه وطمس فترة المعاناة التي عاشها وأفراد أسرته وجنوده في المنفى بفرنسا داخل قصور هي في الواقع سجون مرعبة".

ما يُفهَم مِن هذه التصريحات، التي ذهبت بعيداً في الحديث عمّا سيُضيفه الفيلم الموعود إلى السينما الجزائرية، هو أنّ المؤسَّسة لا تزال، بعد سنةٍ من تأسيسها، في مرحلة التحضيرات والاتصالات، وأنّ المشروع برمّته سيبدأ مِن الصفر، ولن يبني على المشروع السابق (أقلّه على نصّ السيناريو إنْ كان موجوداً). السؤال الذي يجب أن يُطرَح هنا: كم من الوقت سيستغرقه المشروع ليرى النور هذه المرّة؟

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون