في عام 1987، وتزامناً مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية، تأسّست "فرقة الفجر" في الكويت العاصمة بمبادرة ذاتية من أربعة موسيقيين، هم: سيما كنعان (غناء) وبشار شموط (غيتار) وجميل سراج (عود وغيتار) ونزار عليان (إيقاع)، والذين قدّموا آنذاك عدداً من الحفلات في العراق والكويت وألمانيا.
أصدرت الفرقة ألبوماً واحداً سنة 1990، تضمّن مقطوعات من تأليف أعضائها، إلى جانب أدائها عدداً من الأغاني التي قدّمتها فرق فلسطينية وعربية عُرفت بالغناء الملتزم في تلك الفترة، لكن حرب الخليج وما تبعها من تداعيات سياسية تسبّبت بتوقّف الفرقة.
تعود "الفجر" إلى الغناء في حفل بعنوان "لأجلك يا فلسطين" يقام عند الثامنة من مساء الجمعة، الأول من الشهر المقبل، على خشبة مسرح "جمعية الثقافة والتعليم الأرثودوكسية" في عمّان.
في مقابلة صحافية سابقة، يشير بشار شموط إلى أنّ "العديد من الأغاني التي أدّيناها كانت أُنتجت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وقد حاولنا إعادة غنائها بأسلوب آخر، بعيداً عن النمط الثوريّ الموسيقيّ؛ فمثلاً، في الكثير من الأغاني الثوريّة غلب طابع الغناء الجماعيّ وليس الفرديّ، على عكس ما فعلنا، والأمر الآخر كان طغيان صوت الرجال على النساء، وهو الأمر الذي فعلناه بالعكس؛ إذ كانت سيما كنعان هي مغنّية الفرقة الرئيسيّة".
من بين القصائد التي غنتها الفرقة: "عنيد أنا كالصخور" للشاعر سميح القاسم، و"أرسم شجرة" المقتبسة كلماتها من أحد رسومات ناجي العلي، بالإضافة إلى أغانٍ مثل "عن إنسان"، و"هلالاليا"، و"ربما"، و"لقاء"، و"فلسطين"، و"عن الأمنيات"، و"يما مويل الهوى"، و"أعلنها".
ويوضّح شموط الذي أصدر كتاباً بعنوان "الإرث الفلسطيني المرئي والمسموع، نشأته وتشتته والحفاظ الرقمي عليه: دراسات أولية وتطلعات مستقبلية" (2020)، أنه في الستّينيات، بدأت إعادة إحياء الموسيقى بوصفها من عوامل توحيد الشعب والصفوف الفلسطينيّة خلف الثورة، وظهرت الأغاني الثوريّة، حيث صدر منها نحو 150 أغنية في سبعينيات القرن الماضي.
ويلفت إلى أنه في الثمانينيات، وبعد الاجتياح الإسرائيليّ للبنان، والقضاء على البنية التحتيّة لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية"، كاد هذا الإنتاج (الغنائي) يتلاشى مرّة أخرى، فظهرت فرق موسيقيّة منها "فرقة الفجر"، وحاولت بصورة عفويّة وغير منظّمة ملء هذا الفراغ، وغنّت العديد من الفرق آنذاك الأغاني الثوريّة التي ظهرت قبل ذلك الوقت بعقد من الزمان.