في كانون الثاني/ يناير الماضي، قدّمت "الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي" حفلاً في "المسرح الوطني" بـ بغداد، استعادت فيه تجربة قارئ المقام العراقي، الملّا عُثمان الموصلي (1854 - 1923)، بمناسبة مئوية رحيله، مُفتِتحةً بذلك سلسلة من الحفلات التي تحتفي فيها بأسماء بارزة في الموسيقى العراقية.
مساء بعد غدٍ الإثنين، تُقدِّم الفرقة حفلها الثاني في هذا السياق، والذي تُخصّصه للفنّان حسين نعمة (1944)؛ أحدِ أبرز المغنّين العراقيّين خلال فترة الستّينيات والسبعينيات. ويُقام "المهرجان الفنّي الكبير"، كما عنونته الفرقة، في قاعة "المسرح الوطني" التي تتّسع لقرابة ألف مقعد.
وتؤدّي الفرقةُ، بقيادة العازف علاء مجيد، مجموعةً من أغنيات الفنّان الذي وُلد في محافظة الناصرية جنوب العراق، وبدأ تجربته الغنائية بإعادة أغانٍ للفنّانَين العراقيَّين داخل حسن (1909 - 1985) وحضيري أبوعزيز (1909 - 1973)، قبل أن يُسجّل في عام 1969 أغنيته الأُولى بعنوان "يا نجمة" من كلمات الشاعر كاظم الركابي وألحان كوكب حمزة.
بعد ذلك، توالت أعمالُه التي تجاوزت أربعين أغنية باتت جزءاً من الذاكرة العراقية، تميَّز فيها بصوته وأدائه، وبمزجه بين كلمات وألحان الريف والمدينة. ومن أبرز أغنياته تلك: "يا حريمة" (1978)، و"نخل السماوة" (1977) وكلاهما من كلمات ناظم السماوي وألحان محمد جواد أموري، و"غريبة الرّوح" (1978) من كلمات جبّار الغزي وألحان محسن فرحان.
وإلى جانب الغناء، كان نعمة فنّاناً تشكيلياً؛ إذ أقام خمسة معارض قدّم فيها لوحاتٍ استلهم موضوعاتها من بيئة الجنوب العراقي وتراثه.
يُذكَر أنّ "الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي" تضمّ عدداً من المغنّين؛ من بينهم: رواسي نمير، ومنار دريد، وكرار نوري، وإسماعيل مصطفى، إضافةً إلى أكثر من أربعين عازفةً وعازفاً على آلات العود والسنطور والناي والقانون.