استمع إلى الملخص
- يستخدم عفيفي الألوان الزيتية لإبراز العنصر البشري كبطل للمكان، مع تفاعل درامي بين الشخصيات والمحيط، مستلهماً من حي السيدة زينب، حيث وُلد وعاش، مع تجارب سابقة بالأبيض والأسود.
- رغم عدم تلقيه تعليماً منتظماً في الفنون، عمل عفيفي كمصمم ديكور مسرحي وأقام معارض دولية، مستلهماً من تجربته في المصانع الحربية وعلاقة العامل بالآلة.
يُفتتح عند السادسة من مساء بعد غدٍ الأربعاء، في "غاليري بيكاسو إيست" بالقاهرة، معرض "محطّات" للفنان التشكيلي المصري فتحي عفيفي (1950)، والذي يتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري.
اختار عفيفي رحلة المترو (شبكة السكك الحديدية تحت الأرض) في العاصمة المصرية، ثيمة لمعرضه الجديد حيث تظهر في إحدى اللوحات حشود من الناس، وهم يخرجون من عربات المترو بملامح وجوههم وتعبيراتهم المتنوعة لكن توحّدهم خطواتهم التي تتجه صوب المتلقي.
يتكئ الفنان على الواقع موضوعاً أساسياً لتجربته الممتدّة منذ نهاية الستينيات، معتنياً بأدق التفاصيل التي تتطلب معايشة حقيقية لجميع المشاهدات التي يرسمها، في إبراز لتدافع الجموع كما في اللوحة السابقة، وتعابير الوجوه المتفاوتة بين التجهم ولشرود والتلصص، بينما نلحظ شخصاً يركض في سيره لتخطّي السكة وخلفه قطار يمضي باتجاهه.
في لوحة ثانية، يرسم عفيفي مشهداً ساكناً يصوّر الرجال الواقفين داخل إحدى عربات المترو ينتظرون أن تفتح البوابة، بأزيائهم وهيئاتهم المختلفة لكن نظرتهم تركّز في فتحة الباب فقط، فيما يقدّم في عمل آخر لحظة انتظار المترو في إحدى المحطّات، وفيه رجل أمن يقف في اليسار أمام مقعدٍ خال يجاور مقعداً يجلس عليه زوجان، يقابلهما رجل يتحدث مع امرأة، وفي الأرضية قضبان السكك ظاهرة.
ويستخدم الألوان الزيتية في معظم لوحاته التي لا تخلو عادة من العنصر البشري، الذي يشكّل بطل المكان وبؤرته من خلال الاهتمام بطريقة تفاعله مع المحيط أو مع بقية الناس على نحو درامي، كما يزيد اللوحة حيوية إشباع اللون وحرارته حيث الأحمر والأزرق بتدرجاتهما لا يغيبان عنها، وإن قدّم تجارب سابقة بالأبيض والأسود مستوحاة من حيّ السيدة زينب القاهرة، الذي ولد وعاش فيه، وكان البورتريه أساسياً في تصوير شخصياته النسائية والذكورية على حدّ سواء.
تجربة جديدة يخوضها الفنان الذي حصل على دبلوم الثانوية الصناعية عام 1968، وعمل فنياً في المصانع الحربية وهناك بدأ يرسم مشاهد العامِلين ويومياتهم، وهيمنت الماكينة (الآلة) على أعماله التي قاربت علاقة العامل بالآلة، ومشاركة الحياة معها ورفضه الخضوع إليها.
يُذكر أن فتحي عفيفي لم يتلقّ تعليماً منتظماً في الفنون الجميلة حيث اجتاز مجموعة دورات تدريبية فقط، وعمل مصمّماً للديكور المسرحي لعقود عدّة. أقام العديد من المعارض منذ الثمانينيات في كوبا والنمسا والمكسيك ورومانيا والسعودية والكويت، بالإضافة إلى مصر.