غودفريد دونكور.. الملاكمة من منظور ما بعد استعماري

22 يونيو 2023
من المعرض
+ الخط -

يستكشف الفنان الغاني البريطاني غودفريد دونكور (1964)، في أعماله الأخيرة، الروابط التي تربط التاريخ المظلم للملاكمة عبر قارات أفريقيا وأوروبا والأميركيتين، من خلال العودة إلى لحظة تاريخية كان يتم خلالها تشجيع رجال سود - غالباً معصوبي الأعين - على الانخراط في معارك، حيث يضربون بعضهم البعض بلا معنى، من أجل تسلية المتفرجين، بينما تذهب محفظة الجوائز إلى رجل أبيض يجلس في الخلف.

ويفكّك الفنان الأسطورة التي تقول إن هذه الرياضة وصلت إلى غرب أفريقيا عبر المستعمرين الذين اعتادت أرستقراطيتهم إقامة النزالات بين الملاكمين الأفارقة الذين يتم تدريبهم في مستعمراتهم، بينما تشير روايات تاريخية إلى أن لعبة مشابهة انتشرت في الغرب الأفريقي وكانت وسيلة للتقدم الاجتماعي بين شعب الجا في غانا قبل وصول الرجل الأبيض بوقت طويل.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يستكمل دونكور معالجة أفكاره في معرض افتُتح في الثاني من الشهر الجاري في "غاليري 1957" بلندن تحت عنوان "المعركة الملكية 2: أبطال البانثيون"، ويتواصل حتى الثامن من الشهر المقبل، ويأتي بعد ثلاث سنوات من إقامة الجزء الأول من معرضه "آخر رجل يقف" في أكرا.

يركّز المعرض على شخصيات تاريخية سوداء من جانبي المحيط الأطلنطي، ارتبطت بإرث الملاعب في غانا من خلال تجارة الرقيق، حيث يقف ملاكم في إحدى اللوحات وذراعاه مطويتان بقوة على صدره، مع إبراز نظرته الثاقبة باستخدام أوراق الذهب، ووراءه سفينة تذكّر بالسفن التي حملت العبيد من أفريقيا باتجاه العالم الجديد.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يسترجع دونكور المعارك الملكية التي كان يُجبِر الرجال البيض العبيدَ السود على أن يقاتلوا حتى الموت وينجو منها آخر رجل يتمكّن من قتل البقية، لكنه يرصد التغيّرات التي حدثت في غانا، مثل بقية المستعمرات السابقة، عندما بدأت الملاكمة تحوُّلَها من رياضة إلى "بزنس"، وباتت بطولاتها المحلّية حدثاً اجتماعياً للترفيه، برعاية النخب المثقفة والسياسيين الغانيين.

ويصوّر الشخصيات باستخدام الكولاج وورق الذهب وتقنيات أُخرى تحاكي الأيقونات الدينية، في استعادته لعدد من أبطال الملاكمة في غانا، ومنهم فلويد كلوتي روبرتسون، وديفيد كوتاي بويسون، ونانا ياو كونادو، آيك بازوكا كوارتي، ألفريد كوبرا كوتي، وغيرهم.

يقول دونكور في مقابلة صحافية سابقة: "أنظر إلى نفسي في المرآة وما أراه، رجل أسود، هو الصورة التي أصنعها في فنّي"، مضيفاً: "يمكن أن يكون السواد تمثيلياً دون أن يكون سياسياً".

المساهمون