استمع إلى الملخص
- تشمل الأعمال المعروضة أكثر من مئة مطبوعة، رسم توضيحي، ولوحة، بالإضافة إلى مواد أرشيفية تستكشف تاريخ وثقافة جنوب أفريقيا، وتعكس نضالات يانتس ضد سياسات الأبارتهايد.
- يلقي المعرض الضوء على مراحل حياة يانتس المختلفة، من تعليمه الفني في "جامعة كيب تاون" إلى نشاطه السياسي وتأثيره الثقافي في المملكة المتحدة وأوروبا، مؤكدًا على دوره في تعزيز الفن الأفريقي عالميًا.
حتى الأول من أيلول/ سبتمبر المقبل، يتواصل في "غاليري وايت تشابل" بلندن المعرض الاستعادي للفنّان الجنوب أفريقي، المقيم في بريطانيا، غافن يانتس (1948) تحت عنوان "أن تكون حرّاً"، والذي افتتح مساء الأربعاء الماضي.
يضمّ المعرض أكثر من مئة مطبوعة ورسم توضيحي ولوحة، بالإضافة إلى مواد أرشيفية، تغطّي حوالي خمسة عقود من سيرة الفنّان والكاتب والناشط السياسي، الذي اضطر لمغادرة بلاده بسبب مناهضته لنظام الفصل العنصري فيها عام 1970، حيث حصل على اللجوء السياسي في ألمانيا بعد ثلاث سنوات.
أصدر يانتس، المولود في مدينة كيب تاون، سلسلة "التلوين الجنوب أفريقي" للأطفال سنة 1979، والتي تضمّنت أحد عشر كتاباً تستكشف تاريخ اللغة والثقافة والطعام والعادات والتقاليد والطبيعة والتنوّع الحيواني في البلد الأفريقي الذي خضع لسياسات الأبارتهايد بين عامَي 1948 و1994.
يغطّي المعرض حوالي خمسة عقود من سيرة الفنان والكاتب والناشط السياسي الجنوب أفريقي
يتكوّن من المعرض من عدّة أقسام؛ حيث يضيء نشأة الفنّان الأُولى خلال فترة التحاقه بـ"مدرسة ميكايليس للفنون الجميلة" في "جامعة كيب تاون" ومعرضه الأوّل الذي أقامه بعد تخرّجه منها سنة 1969، ثم مرحلة نضالاته المناهضة للتمييز العنصري خلال السبيعينات والثمانينيات، وتأثيره على المشهد الثقافي في المملكة المتّحدة وألمانيا والنرويج في تغيير صورة السود في كفاحهم من أجل الحرية حول العالم، وصولاً إلى انتقاله مؤخّراً من التشخيص إلى التجريدية.
لعب يانتس دوراً مهمّاً في تغيير سياسات بعض المؤسّسات الفنّية في أوروبا من خلال عمله قيّماً، بحسب بيان المنظّمين الذي يشير إلى عمله الدؤوب في إبراز أهمية الفن الأفريقي في "القارّة السمراء،" وفي الشتات أيضاً، وارتباطه بالحوارات الثقافية حول الفنّ العالمي المعاصر.
تتنوّع الأعمال المعروضة بين الرسم والرسم التوضيحي والطباعة على الشاشة الحريرية وغيرها من الخامات والوسائط، وتظهر فيها مشاهد لعمّال المناجم السود في جنوب أفريقيا، والطلّاب الذين قُتلوا في مظاهرات ضدّ نظام الفصل العنصري، وكذلك لافتات بيضاء فقط، ومقتطفات من خطابات اليمين المتطرّف التي ألقاها بي جي. فورستر، رئيس وزراء جنوب أفريقيا حتى عام 1978، مدافعاً بشراسة عن سياسة التمييز لنظامه.
يدمج الفنّان في عمله "مدينة متأخّرة" قصاصات الصحف القديمة التي تعرض تقارير عن المذابح التي ارتكبتها الشرطة في بلدات شاربفيل وسويتو جنباً إلى جنب مع التصريحات العنصرية لـ بي دبليو. بوتا، خليفة فورستر.
يُذكر أن غافن يانتس عمل محاضراً في "كلية تشيلسي للفنون" اللندنية، كما أدار مشروع "القرن المرئي في القرن العشرين" الذي يهدف إلى نشر الفنون في جنوب أفريقيا، وأقام العديد من المعارض الفردية في ستوكهولم وبرلين ولندن وأوسلو وغيرها.