عبد اللطيف اللعبي: احتجاج ضدّ إلغاء الشعر الفلسطيني في "سوق الشعر"

06 يونيو 2024
عبد اللطيف اللعبي (تصوير: سيريل شوباس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عبد اللطيف اللعبي، شاعر ومترجم مغربي، يعرب عن ذهوله من قرار "سوق الشعر" في باريس بإلغاء استضافة الشعر الفلسطيني كضيف شرف، معتبرًا القرار متحيزًا سياسيًا وغير مقبول أخلاقيًا.
- اللعبي يستشهد برسائل سابقة من المنظمين تؤكد رغبتهم في استضافة الشعراء الفلسطينيين، مشيرًا إلى تضامن مثقفين وكتّاب عرب وفرنسيين معه ضد قرار الإلغاء ووصفه بأنه يشكل رقابة سياسية.
- يُذكر اللعبي بمساهماته في تعزيز الشعر الفلسطيني من خلال "أنطولوجيا الشعر الفلسطيني"، مؤكدًا على أهمية أصوات الشعراء الفلسطينيين في التعبير عن الإنسانية والعدالة، وينتقد بشدة قرار منعهم من المشاركة الحرة.

في رسالةٍ نشَرها مؤخراً عَبْر حسابه على "فيسبوك"، أعرَب الشاعر والرّوائي والمترجِم المغربي عبد اللطيف اللعبي (1942)، عن "ذُهوله" من تراجع "سوق الشعر" في باريس عن استضافة الشّعر الفلسطينيّ كضيف شرَف في نسخة العام المُقبل، كما علم من قبل منظميها. 

وتوجَّه الشاعر في رسالته إلى كلّ من إيف بودييه، رئيس جمعية "c/i/r/c/é" المُنظِّمة للحدث، بالإضافة إلى مندوبها العام فنسنت جيمينو- بونس، مؤكّداً تلقّيه رسالة سابقة من طرَف الجمعيّة، بتاريخ العشرين من تمّوز/ يوليو 2022، يعبرون فيها عن رغبة "سوق الشعر" في استقبال الشعراء الفلسطينيّين "بالطريقة نفسها" التي استَقبلوا بها سابقاً شعراء من إسبانيا وإيطاليا والبرتغال وإستونيا والهند وفنلندا وكتالونيا وسنغافورة ولوكسمبورغ.

ولفَت الشاعر، الحاصل مؤخّراً على "الجائزة الكُبرى للشعر باللغة الفرنسية" والتي تمنحها "أكاديمية ألعاب الزهور" Académie des Jeux floraux في مدينة تولوز، برسالتِه الأخيرة إلى أنّ الأسباب الكامنة وراء قرار الإلغاء "مُتحيّزة سياسيّاً ولا يُمكن تحمُّلها أخلاقيّاً، في حين كنتُ أتوقّع منكم التحلّي بالشجاعة". وختَم قائلاً: "من خلال معرفتي بالشعراء الفلسطينيّين جيّداً، أقول بكلّ ثقة إنّهم أكثر إنسانية منّي ومنكم. أصواتُهم ضرورية بالنسبة لنا. قرارُكم بعدم السماح لهم بالمُشاركة الحرّة العام المُقبل سيُثير الشكّ حول حُسْن نيّتكم كمنظّمين لـ'سُوق الشّعر'، وسيضرّ بمستقبل التظاهُرة".

تضامَن مثقّفون عديدون مع الشاعر مُحتجّين على قرار "سُوق الشعر"

وأرفَق الشاعر المغربي باحتجاجه الرسالتَين اللتين كانتا قد وردتاه من المُنظِّمين، الأولى في صيف 2022، وتُؤكّد أنّ الجمعيّة سبَق أن نظّمت بعض الفعاليّات حول الشعر الفلسطيني، مُعربةً عن تقديرها للأنطولوجيا التي أنجزها اللعبي حول الشعر الفلسطينيّ الراهن (صدر الجزء الثالث منها بالاشتراك مع ياسين عدنان عام 2022)، آملةً "أن تُقرأ نصوصها ويُلتقى بالشعراء المُشاركين فيها". أمّا الرسالة الثانية التي وصلت للّعبي بتاريخ الثلاثين من أيار/ مايو الماضي، فمُختلفة تماماً، ففضلاً عن تضمُّنها قرار الإلغاء، تبنّى المنظّمون فيها السرديّة الرائجة في الغرب حول "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، من دون أيّة إشارة إلى السياق الاستعماري الاستيطاني المستمرّ منذ 1948.

وقد أثارت رسالة اللعبي العديد من ردود الفعل بين المثقفين والكتّاب العرب والفرنسيين، حيث عبّروا عن تضامنهم مع الشاعر المغربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن مثل هذه الممارسات التي تقوم بها إدارة "سوق الشعر" بباريس من شأنها أن تسيء للتظاهرة الثقافية بالدرجة الأولى، وللقائمين عليها، وللشعر الذي يُعنى من بين العديد من الأشياء بقول كلمة العدالة والحرية ومحاربة الطغيان والقمع. وفي الإطار نفسه، وصف الصحافي الفرنسي آلان غريش قرار الإلغاء بـ"الرقابة السياسية التي لا توصف، وغطاء للإبادة الجماعية".

الجدير بالذّكر أنّ اللعبي كان قد أنجز الجزء الأول من مشروعه الشعري الملتزم مع القضية الفلسطينية عام 1970 وصدر بعنوان "أنطولوجيا الشعر الفلسطيني المقاوِم"، قبل أن يصدُر الجزء الثاني منه بعنوان "أنطولوجيا الشعر الفلسطيني المُعاصر" بعدها بعشرين عاماً، ثم قدّم الجزء الثالث "أن تكون فلسطينيّاً: أنطولوجيا الشعر الفلسطيني الراهن" (2022)، باللغتين العربية والفرنسية، وضمّ ستّاً وعشرين شاعرةً وشاعراً فلسطينياً وُلدوا ما بين 1974 و1998.

المساهمون