عامر مشيش.. نظرات في رسائل الجاحظ

30 يونيو 2022
فرهاد مشيري/ إيران
+ الخط -

صدرت رسائل الجاحظ عام 1979 في نسخة حققها أستاذ النحو والمحقق المصري عبد السلام هارون في أربعة أجزاء، لتضاف إلى ما حقّقه من مؤلّفات للغوي والمؤرخ العباسي (775 – 868 م)، ومنها "الحيوان" في ثمانية مجلدات، و"البيان والتبيين" في أربعة أجزاء، و"البرصان والعرجان والعميان والحولان".

يعدّ الكتاب من أبرز كتب الجاحظ، لتنوّع مضامينه الأدبية والاجتماعية والسياسية، حيث يوثّق فيه أحوال قريش قبل الإسلام، ثم يكتب عن الدعوة الإسلامية والدولتين الأموية والعباسية، ويعكس روح عصر في رسائل مخصّصة للطعام والشراب، وفي بعض رسائله الخاصة إلى بعض معاصريه.

يعود الباحث عامر مشيش في كتابه "نظرات في تحقيق عبد السلام هارون لرسائل الجاحظ" الذي صدر حديثاً عن "معهد المخطوطات العربية" في القاهرة، إلى اللغة والمعاني في تلك النسخة المحققة والتحريف والتصحيف فيها، ويقدّم مقترحات وتصحيحات لأخطاء تتعلّق بضبط النصوص وطباعتها.

غلاف الكتاب

يعتمد الكتاب نسخاً محقّقة أخرى من الرسائل وضعها كلّ من حسن السندوبي ومحمد ساسي وطه الحاجري وشارل بلا، في محاولة جديدة لتصحيح بعض الهنات والتحريفات التي وقع بها محقّقو تلك الرسائل أو بعضها.

ويشير مشيش في مقدمته إلى أنه اقترح تغييرات عديدة وإن خالفت ما في الأصل، موضحاً أنه إذا تبيّنت هذه التغييرات لأيقنت أنها الصواب، وأنها مقصود الجاحظ، وأن التصحيف أتى غالباً من خطأ الناسخ، فوجب تصويبه على مقتضى أصول التحقيق؛ إذ تركه على الخطأ خطأ، وهي إما كلمة مصحّفة أو محرّفة وإما سقطٌ مخلّ يتناقض به الكلام، ويضطرب المعنى.

في الباب الأول، يصحح الباحث ما ورد من تصحيفات تتعلّق باللغة والمعاني حيث يورد شرح عبد السلام هارون لبعض المفردات، ويستعين بمؤلّفات أخرى للجاحظ لتبيان معنى آخر لتلك الكلمات والعبارات، أو يصحح كتاباتها فتصبح مفردة أخرى ليستقيم المعنى بها.

ويحدد في الباب الثاني ما ورد من السقط والتصحيف والتحريف في الرسائل، ويقدّم في الباب الثالث مقترحاته لتصويبها، ثم يخصّص الباب الرابع والأخير لتصحيح أخطاء الضبط والطباعة.
 

المساهمون