طه القرني.. تحوّلات الحشود في اللوحة

14 مارس 2023
من المعرض
+ الخط -

يراقب طه القرني في مجمل أعماله مشهد الجموع في الحياة اليومية المصرية بمختلف أنشطتها في البيت والسوق والشارع والحيّ، مع تركيز أساسي على مشاهد الاحتفال في الأعياد والمواسم حيث تبدو هذه الجموع في حالة بهجة وانسجام في حركة أجسادها.

يرسم الفنان التشكيلي المصري (1965) الوجوه في حالات انشداه وذهول وتشتت غالباً، ونقل العديد منها إلى جداريات ومنها جداريته التي تضمّنت الأحداث الرئيسية في ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وكانت بارتفاع اثنين وخمسين متراً وامتداد مئة وخمسين متراً، وتمّ عرضها في عدد من المدن المصرية.

حتى الثلاثين من الشهر الجاري يتواصل في "غاليري آزاد" بالقاهرة معرض القرني تحت عنوان "مقام" الذي افتتح عند السابعة من مساء أمس الإثنين، ويضمّ حوالي خمسين لوحة تمثّل امتداداً لمعرضه السابق حيث زاوية عين الطائر في مقاربة مشاهده عبر النظر إلى الشخوص فيه من علٍ.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يستخدم الفنان وسائط متعدّدة، ومنها قماش الغوبلان المصنوع من خيوط ذات ألوان مختلفة، وهو أحد الخامات المستعملة في الفنون الشعبية، وكذلك الخيامية وهي الأقمشة الملونة التي تستعمل في عمل السرادقات وتحتوي العديد من الرسومات والزخارف.

تتنوّع المصادر التي يستمد منها القرني مفردات لوحاته وجدارياته، منها ما يعود إلى طفولته جنوب وادي النيل والتي يمتزج فيها الواقع بالحلم، وكذلك الطقوس الشعبية المصرية مثل من المواكب الدينية وزفة العروس والمولد وتجمعات الباعة كما في جدارية "سوق الجمعة بالسيدة عائشة".

ويتتبع توزيع الكتل البشرية وطبيعة تحرّكها وانتقالها داخل المكان حين يوحّدها طقس واحد، بما فيه من إشارات ورموز وإيقاعات تجذب المتلقي وانعكاس ذلك في اللون وتقاطعات الخطوط، مع تركيز على فكرة تحرّر الإنسان من قيود المكان والزمان في بعض تلك الطقوس.

يشير تقديم المعرض إلى أن تجربة الفنان طه القرني تتسم بالمغامرة والتجريب، ففي سعيه لتجاوز الأطر قد يتعدى حدود المساحة المتداولة كما في جدارياته ذات المساحات الكبيرة والمتخمة بالحركة، أو يلجأ أحياناً إلى رؤية بصرية غير مألوفة كتوظيفه لمنظور عين الطائر مثلاً، أو قد يتبنى موضوعاً نادر التناول كما فعل في معرضه الأخير، والذي سلّط خلاله الضوء على عدد من القضايا الإنسانية الملحة ملخصاً إياها في لوحة واحدة كبيرة لكنها تشي بالكثير وهي لوحة "الجوع".
 

المساهمون