استمع إلى الملخص
- يرى حسين أن الكتابة الجديدة تفتقر للابتكار، مع انتشار الأفكار المستهلكة، لكنه يؤمن بوجود كتابات جيدة لم تحظَ بالاهتمام، ويستلهم من أعمال نجيب محفوظ ومصطفى محمود.
- بدأ مسيرته الأدبية في 2018، ويعمل في إدارة دار نشره "اسكرايب"، لدعم الكتاب، ويقرأ بالعربية فقط، مع رغبة في ترجمة أعماله. حازت روايته "بيادق ونيشان" على جائزة كتارا 2024.
تقف هذه الزاوية عبر أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "كلّما صادفتُ مَن لديه مبادئ وأسس يسعى إليها بصدق ومن دون مواربة، أطمئنّ أنّ الوعي ما زال حيّاً"، يقول الكاتب المصري يوسف حسين.
■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
- أن تُنسى القضية الأساسية تحت مظلّة خلافات واهية بين الدم العربي. كلٌّ منّا يُسيّد رأيه ووجهة نظره في التحليل والتفنيد وتوجيه الاتهامات إلى بعضنا البعض، من دون الانتباه إلى أنّ هناك آلافاً من النفوس تُباد كلّ لحظة، ومن ثمّ تختلف المفاهيم ويضيع مغزى القضية؛ وهو الدفاع عنها بكلّ ما يملك الإنسان وما يستطيع، فلا مجال للخلافات الآن. ماذا سنقول للأجيال القادمة لو ظللنا متخاذلين على الدوام؟ كيف نوعيهم بمعنى القضية وما تهدف إليه، ونحن أصلاً بحاجة إلى توعية.
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- قد يبدو الأمر غير مفهوم بالنسبة إلى "الكتابة الجديدة"، خصوصاً أنّنا نشهد الكثير من الكتابات التي اتّخذت منحنىً متدنّياً، لا ابتكار فيه ولا تجديد: أفكار مستهلكة ومتناقَلة بين هذا وذاك. الكاتب الحقّ يترك لنفسه المساحة الكافية للإبداع حتى يخرج بعمل يُحترم، وبهذا يكون قد أنتج كتابةً جيّدة، لكن ما تزال هناك كتابات لم ترَ النور بعد، رغم أنّها الأحقّ بالظهور والتقدير.
■ هل تشعر بأنك جزء من جيل أدبي له ملامحه؟ وما هي هذه الملامح؟
- حين تقابلني أقلامٌ شابّة وتبهرني كتاباتهم وطموحاتهم الأدبية، أشعر بأنّني بين جيلي الذي لم تؤثّر فيه الترندات الواهية ولا السطحية التافهة، فكلّما صادفتُ وجود مَن لديه مبادئ وأسس يسعى إليها بصدق ومن دون مواربة، أطمئنّ أنّ الوعي ما زال حيّاً.
ثمّة كثير من الأفكار المستهلكة والمتناقَلة بين هذا وذاك
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- علاقتي بهم متمثّلة في قراءة إبداعاتهم، تركوا آثارهم الطيّبة في كلّ كاتب، مثل نجيب محفوظ ومصطفى محمود وخالد توفيق. كلٌّ منهم له بريق خاصّ لم يفُت أيَّ جيل بعدهم. فإلى الآن ما زال محفوظ أيقونة كبيرة لا تُمحى من الذاكرة، وما زالت مؤلّفاته تُنشر عاماً بعد عام في دور نشر مختلفة، والإقبال عليها كما هو، فلن تجد جيلاً شغوفاً بالقراءة لم تقع مؤلّفاته أو بعضها بين يديه.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- علاقتي بها متمثّلة في الكتابة، فاهتمامي الأكبر مُنصبّ عليها، إلى جانب إدارة دار النشر الخاصّة بي، والتي أُحاول أن أطوّرها وأُنمّي أدواتها لتلبّي متطلّبات القرّاء الواعين.
■ كيف صدر كتابك الأول؟ وكم كان عمرك؟
- صدر كتابي الأوّل عام 2018. جاء أمر نشره مصادفةً، كخطوة جريئة لخوض مجال النشر والتأليف، ومن ثمّ تلته إصداراتٌ أُخرى.
■ أين تنشر؟
- في داري الخاصّة؛ "اسكرايب للنشر والتوزيع"، والتي كان سبب نشأتها هو كوني كاتباً لاقى صعوبات كثيرة في عملية النّشر، فمن هنا أنشأتها وحاولت أن أكون داعما للكتّاب أمثالي أوّلًا وقبل أيّ شيءٍ آخر.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- قراءتي عفوية. أقرأ كلّ ما يقع تحت يدَيّ ويشدّ انتباهي.
■ هل تقرأ بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
- لا.. أقرأ بالعربية فقط.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟
- أراها سبيلاً جَيّداً لتأخذ مؤلّفاتي نطاقاً أوسع في الانتشار، فلا تقتصر على العالم العربي. أنا متحمّس لمعرفة وجهات نظر الغرب ورؤاهم في كتاباتنا كعرب.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- إلى الآن لم أكتب شيئاً جديداً. كما هو حال أيّ كاتب، أتمنّى أن تكون لديَّ فكرة جيّدة لإصدار جديد.
بطاقة
كاتب مصري من مواليد مدينة الجيزة، حاصل على البكالوريوس في التجارة، ويعمل في مجال الطباعة والنشر وتسويق الكتب. حازت روايته "بيادق ونيشان" جائزة كتارا عن فئة الروايات العربية المنشورة في دورة 2024. صدرت له سبع روايات: "كيد الرجال" (2018)، و"أديرا" (2019)، و"لعبة الموت" (2019)، و"إرم العهد الحديث" (2019)، و"الأربعون الثانية" (2020)، و"الورقة الخضراء" (2022)، و"بيادق ونيشان" (2023).