تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. أحرص ألا أغيب طويلًا عن قراءة من سبقني، وأن أكون دائمًا على تواصل مع نتاجهم وتياراتهم الفكرية سواء اتفقت معها أو اختلفت"، يقول الكاتب الكويتي في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
لا أعرف ما الذي يدل عليه مصطلح "الكتابة الجديدة" وفي أي سياق يرد. لكن، مجملًا، لا أرى اتجاهًا محددًا أو تيارًا متحكمًا يسود شكل الكتابة. فعلى العكس تبدو الكتابة اليوم أكثر حرية في كسر فكرة الأجناس والخروج عن القوالب المعتادة، حتى وهي تنضوي تحت أشكالٍ يضع لها الناس تصوّرات محدّدة، وضيّقة في أحيانٍ كثيرة، سلفًا، مثل؛ الرواية، الشعر، القصة، وغيره.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
هل ثمة وجود لفكرة الجيل الأدبي الآن؟ لا أدري بصراحة. حين تخطر كلمة "جيل أدبي" يحضر في رأسي سريعًا جيل الستينيات في مصر وكذلك جيل التسعينيات، حيث تستطيع أن تشرح مشاغل هذين الجيلين وطبيعة نتاجهما (المتوافق؟) إن جاز القول. لكن الآن لا أدري حقيقة ما إذا كنت ضمن جيل أدبي ما، أو إن كان ثمة جيل في الأصل.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
كما هي العلاقة بين تلميذ وأساتذته. أحرص ألا أغيب طويلًا عن قراءة من سبقني، وأن أكون دائمًا على تواصل مع نتاجهم وتياراتهم الفكرية سواء اتفقت معها أو اختلفت. أقرأ نتاجهم كما تُقرأ الدروس، وأشعر بأنّ هذا هو الواجب لمواصلة الطريق.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
حظيت بمعرفة أساتذة كبار وأصدقاء يكتبون الرواية والقصة والشعر وغيرها، أحرص على التعلّم منهم دائمًا، كما لا أنقطع عن قراءة نتاجهم، وأفعل ذلك بحرص كما بإعجاب، إذ دائمًا ما يعلمني فنّهم الكثير.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
صدرت روايتي الأولى "لو تغمض عينيك" في عام 2017، وقد كان عمري سبعة عشر عامًا. كتبتها بين السادسة عشرة والسابعة عشرة. كتب كلمة غلافها الكاتب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل بعد أن قدمتني إليه الكاتبة ليلى العثمان (والتي فاز النص بجائزتها للإبداع في القصة والرواية عام 2018)، كان كتابًا أول بكل بساطته وسذاجته إن جاز القول.
تبدو الكتابة اليوم أكثر حرية في كسر فكرة الأجناس والقوالب
■ أين تنشر؟
لا أنشر إلكترونيًا، إذ نادرًا ما أكتب طالما لم تكن الكتابة جزءًا من مشروع كتابي ما. أما تجربة النشر الورقي فنشرت الرواية الأولى في دار "نوفا بلس" وكانت تجربة جميلة. ونشرت "باقي الوشم" التي صدرت مؤخرًا في منشورات "تكوين"، وهي تجربة نشر عظيمة واحترافية.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
يتغير شكلها بين وقت وآخر. حاولت أن تكون منهجية ففشلت. وإذا ما كنت منكبًا إلى موضوع ما، سواء كان يخص عملًا إبداعيًا أو هاجسًا فكريًا فأحاول أن تكون قراءاتي مخططة وهو ما يحدث غالب الوقت، ولن أعدم أوقاتًا تصير فيها القراءة عفوية. لكنها، القراءة، روتينٌ حياتي في كل الأحوال.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
للأسف لا.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟
لا شك في أهمية الترجمة، ولن أرفضها إن جاءت إليّ بفرصةٍ مناسبة، لكني لا أسعى إليها، فبدلًا من أن أبذل جهدًا لأُقرأ "عالميًا" -وهي كلمة قد لا تحققها الترجمة وحدها تمامًا- عليَّ أن أدخر هذا الجهد لأقرأ في محيطي، قريبًا منّا، أليس كذلك؟
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
لا شيء. أدَّعي أنني في فترة راحة بعد صدور "باقي الوشم"، غير أنَّي في الحقيقة عاجزٌ عن التفكير طويلًا في أي مشروع، وعن قطع شوط وإن كان قصيرًا في أي كتابة. فمثلًا لم أفتح الكمبيوتر، المطفأ منذ شهر سبتمبر، إلا الآن لكتابة الأجوبة. حسنًا، فلنقل إنني في فترة راحة.
بطاقة
عبد الله الحسيني، كاتب كويتي من مواليد عام 2000، صدرت له رواية "لو تغمض عينيك" (2017) عن دار "نوفا بلس"، ورواية "باقي الوشم" (2022) عن منشورات "تكوين".