صوت جديد: مع روزي جدي

13 ديسمبر 2024
روزي جدي
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعبر الكاتب التشادي روزي جدي عن قلقه تجاه الأحداث في غزة، متسائلاً عن جدوى الكتابة في ظل المآسي الإنسانية، ويدعو إلى أدب جديد يتجاوز القوالب التقليدية، مشجعاً الكتّاب الشباب على التجريب بحرية.
- يعتبر جدي جزءاً من الجيل المؤسس للرواية في تشاد، مشيراً إلى أهمية التعاون بين كتّاب العربية لتعزيز الأدب، رغم نقص الدعم الثقافي، ويسعى مع زملائه لإقامة فعاليات ثقافية.
- نشر جدي روايته الأولى "زمن الملل" عام 2021، ويعمل على رواية جديدة، معبراً عن رغبته في ترجمة أعماله للوصول إلى جمهور عالمي.

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل الجديد من الكتّاب. "كتّاب العربيّة في تشاد قلّة وعلينا التكاتف"، يقول الكاتب التشادي روزي جدي.


■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟

- كثيرةٌ هي الهواجس التي تشغل بال الكاتب هذه الأيام، وعلى رأسها الإبادة الجارية في غزّة. الهاجس الأكبر هو: لماذا نكتب وكيف نكتب في ظلّ ما يحدث لإخواننا الفلسطينيّين؟! في مثل هذه الأوقات وتحت وقع مصائب كهذه، يشعر المرء باللامعنى، بعجز الكتابة، بعجزه وعجز الملايين عن منع قتل الأطفال والنساء. هذه الأحداث تُجهض أحلام الكاتب وتسدّ طريق مشروعه، وتجعله يعود إلى سؤال المعنى وجدوى الكتابة.


■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟

- هي كتابة جريئة، لكنّها ما زالت تتحرّك داخل القوالب. يجب علينا أن نكتب أدباً مغايراً لما قرأناه؛ وإلّا ما الذي سنضيفه؟ أرى أنّ علينا الذهاب نحو آفاق بعيدة، علينا طرق الأبواب الموصدة. على الكتّاب الشباب أن يكتبوا بحرّية؛ فلا بدّ من أن يخوض كلّ كاتب تجربته الخاصّة دون الخضوع للقوالب وما تُمليه توجُّهات الأوساط الأدبية.


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟

- أعتبر نفسي من الجيل الذي وضع حجر الأساس للرواية في تشاد، واليوم الروايات التشادية باللغة العربية لا تتجاوز العشرين. أوّل رواية بالعربية صدرت سنة 2004 حين نشر آدم يوسف روايته "سندو". مسألة الجيل الأدبي هذه لم تشغل بالاً أبداً، وعلى أمل أن تستفيد الأجيال القادمة من أعمالنا وتتّكئ عليها لتبني عوالمها وتكتب قضاياها وما يشغلها من أسئلة وجودية.

صدرت أوّل رواية بالعربية في تشاد عام 2004

■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟

- بدأتُ القراءة لجيل الروّاد؛ نجيب محفوظ وطه حسين بالتحديد، وهُما اللذان فتحا لي أبواب الأدب. في السياق المحلّي، إذا اعتبرنا أنّ آدم يوسف وكوثر سالمي وموسى شاري من جيلٍ سبقنا وكتب الرواية قبلنا، فعلاقتي بهم ممتازة. نحن نقرأ لبعضنا بعضاً وعلى تواصل دائم. كتّاب العربية في تشاد قلّة، وعلينا التكاتف والقراءة لبعضنا بعضاً، من أجل وضع حجر أساس للرواية في هذه المنطقة.


■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟

- لا وجود لبيئة ثقافية كما يجب أو كما نتمنّى. لكن نحن من يقيم الفعاليات الثقافية واللقاءات الأدبية. علاقتي جيّدة وعمليّة. علينا أن نكوّن بيئة ثقافية رغم قلّة الدعم وعدم الاهتمام.


■ كيف صدر كتابك الأوّل وكم كان عمرك؟

- روايتي الأُولى "زمن الملل"، نشرتُها بصعوبة بالغة، بعدما بقيت المسوّدة لسنة في الأدراج؛ لأنّي لم أكن أعرف شخصاً أو شيئاً في عالم النشر. نشرتها بدعم من صديقٍ دفع القليل من المال لتصدر عام 2021، وكان عمري آنذاك 29 عاماً.


■ أين تنشر؟

- نشرتُ روايتي الأُولى في "دار المصوّرات" بالسودان. أمّا الثانية، "قارب يلاحق مرساه"، فنشرتها في دار نشر تشادية أديرها مع مجموعة من المبدعين تُسمّى "مسو"، ونشرتُ روايتي الثالثة "ارتدادات الذاكرة" في "دار نرتقي" السودانية.


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- أقرأ الفكر والفلسفة بشكل منهجي، وأقرأ الأدب بتوصية من الأصدقاء وبالاستشهادات التي يجدها القارئ في بعض الكتب. يحدث أن أخطّط للقراءة في حقل معيّن، أو التركيز على كاتب ما لقراءة أعماله الكاملة، إلّا أنّ هذا يحدث من حين إلى آخر فقط، والعادة أنّني أقرأ بشكل عفوي.

■ هل تقرأ بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟

- نعم؛ بالإضافة إلى اللغة العربية، اقرأ بالفرنسية.


■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟

- أيّ سعادة تفوق فكرة أنّ شخصاً ما في الصين أو النرويج يقرأ مشاعرك وهواجسك ويشعر ببعض ما شعرت به؟! أن يقرأ كتابك شخصٌ لا تعرفه ولا يعرفك هي الجائزة الكبرى؛ وهي تتحقّق عبر الترجمة. لديَّ رغبة بأن يقرأ لي أكثر عدد ممكن من القرّاء، فالترجمة عملية مهمّة جدّاً في التبادل الثقافي ومعرفة بعضنا بعضاً. أتوق إلى رؤية أعمالي مُترجمة وتُقرأ في أماكن بعيدة لن أصل إليها، وبلغات عديدة يستحيل عليّ تعلمها؛ هذا هو جوهر الأدب.


■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟

- لدي رواية ستصدر في "معرض القاهرة الدولي للكتاب"، وهي من ضمن المشاريع الأدبية التي فازت بـ"منحة بيت التلمساني" في مصر. أعمل الآن على وضع اللمسات الأخيرة على هذا العمل.


بطاقة

كاتب وصحافي من مواليد 1992 في مسورو، شمال تشاد. حاصل على الماجستير في القانون العامّ من "جامعة أنجمينا" عام 2024، ويُكمل دراسته في "المدرسة الوطنية لتكوين القضاة". يعمل في الصحافة ويدير القسم العربي في "مؤسّسة أنجام بوست" الإعلامية. فاز، خلال العام الجاري، بالجائزة الكبرى للتميّز الأدبي التي تمنحها وزارة الثقافة التشادية. صدرت له ثلاث روايات: "زمن الملل" (2021)، و"قاربٌ يلاحق مرساه" (2022)، و"ارتدادات الذاكرة" (2023).

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون