صوت جديد: مع أنس الغوري

12 يونيو 2022
أنس الغوري
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب "مجتمع رأس المال يرشقُ الحياة بألوان قوس قزح ولكنّ جلاجل الفجيعة تفضحه" يقول الكاتب السوري في حواره مع "العربي الجديد".      

 

■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- أرى أنها متعدّدة الأصوات والبُنى، والآليات. ما يهمّني منها جداً، أن تكون قادرة على إيصال رسالتها، تحمل استفزازات فكريّة تدفع للتساؤل والبحث. أن تمنح إضافة معرفيّة حقيقيّة.


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- بصدق، لستُ أدري! ما أعلمه أنّي أكتب بواقعيّة جحيميّة. فحضارتنا الفولاذيّة تهرول نحو الهاوية مخدّرةً بالوهم، مهما حاول أبناؤها البَررة المتمثّلون بمجتمع رأس المال، رشْقَها بألوان قوس قزح. إنّ جلاجل الفجيعة تفضحهم.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- علاقة غرائبيّة نوعًا ما! إذ إنّني لا أستطيع الفصل بين الموادّ المقدّمة والسلوك الشخصي اليومي في كلِّ الجوانب، فمن وافق سلوكُه معارفه قرأتُ له. وأطرقُ بابهم للسؤال إن كانوا أحياء، فهم آباؤنا في المعرفة. وإن لم يوافقِ السلوك المعرفة فلم ولن أقرأ له، مع الرضا بما سيفوتني.


■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- مشاهدة من خارج المشهد. بحكم اللجوء، علاقتي غير مباشرة. أشاهد ما تُتيحه لي وسائل التواصل. أيضاً، لو كنت داخل البلد، لا أظنني سأكون قريباً؛ طبيعتي الشخصية تميل للانزواء، للظلّ. أتابع كلَّ شيءٍ دون التدخّل بسيرورته.


حضارتنا الفولاذيّة تهرول نحو الهاوية مخدّرة بالوهم


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- كنت أعمل في مكتبة، وأنام في مستودعها الخلفي، وقد تقرّر إغلاقها بعد أسبوعين. في دفتري، كانت بضع صفحات، ولأنّه ما من مساحة في بيتنا للكتابة؛ فنحن عائلة كبيرة تسكنُ في غرفتين بالإيجار، كان لزاماً أن أنجز ما أكتب بسرعة. هناك تلوّث كبير داخل روحي، وتسمّم في قلبي، نتاج مشاهدات ووقائع معاشة جمعيّة في مجتمع معطوب؛ فآثرت أن أنشر روايتي دون إنصافها مِن قبلي، وكانت جنايتي العام الفائت.


■ أين تنشر؟
- سابقاً، في أكثر من صحيفة إلكترونيّة، بينما في الآونة الأخيرة، لا يتجاوز النشر صفحتي الشخصية في فيسبوك.


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- أقرأ بجنون، بتطرّف. علاقتي مع القراءة علاقة عشق ووجود. ما دمت أقرأ فأنا أتنفّس، القراءة عزاء أكبر. أقرأُ كلّ ما تقع عليه عيناي وتلمس دفّتيه يداي، بداخلي ظمأ معرفي كبير، لا يسعفه العمر المكتوب! المنهجية الوحيدة في القراءة لديّ، في موضوع وحيد، يجعلني مسكوناً بقلقٍ أبديّ، ألا وهو: الشر.


■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
- لا أقرأ بلغاتٍ أخرى، بيدَ إني أتمنّى وأسعى لذلك.


■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرْجَم أعمالُكَ؟
- الترجمة، إضافة إنسانيّة خالدة، جسر تواصل نيّر، ندين لها بالكثيرِ من الشكر والحبّ. حروفي هزيلة البنية على ثوبِ الترجمة الكبير! لكن، أتمنّى أن تصل رسالة الحرف الذي أكتبه بكلِّ حواسي المستنفرة، ولا أحفل أن يعرف صاحبها.


■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- أكتب الآن "نصوص عارية إنسانيّاً"، هذا هو عنوان عملي القادم. شكلٌ من أشكال الأدب الهجين الذي يتراوح بين النصوص والشذرات والكبسولات. أستهدف شريحة إضافية من القرّاء، أولئك الذين يقولون: "ليس لدينا وقت!".



بطاقة
كاتب سوري من مواليد 1985، مقيم حالي الأردن. يعمل بائع كتب. صدرت له رواية "سرقوك منك" عن دار "الكتاب الثقافي" في الأردن (2021).

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون