استمع إلى الملخص
- علاقته مع الأجيال السابقة مقبولة، يسعى للاستفادة من خبراتهم، ويحظى بتقدير القراء والكتّاب في بلده، ويقرأ بشكل منهجي لتوسيع مداركه.
- بدأ بنشر روايته الأولى في سن الخامسة والعشرين، ويطمح لترجمة أعماله، ويعمل حاليًا على رواية من الواقعية السحرية.
تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب.
■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
يشغلني هاجسان؛ أولهما أنّ الحياةَ مُراوغِة، كانتْ لهم بالأمس بكلّ مباهجها واليوم هُم في كرب عظيم وتنهش أجسادهم يوميًا الفواجع. أمّا الآخر فيتمحور حول معضلة ماذا لو؟ ماذا لو حان دورنا؟ أنا أعرف جيّدًا أنني لا أملك إيمانًا استثنائيًا مثلهم يُمكنه تحمّل كل تلك النّكبات.
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
بالنسبة لي، الكتابة هي الكتابة مهما اختلفت طُرق تناولها، سواء كانت كلاسيكية أو تجريبية أو ما بعد حداثية، لذلك تشغلني كتابة أفكاري طبقًا للزوايا المناسبة التي ستُمكّنني من طَرح قضايا عملي عن فهم الكتابة الجديدة أو تفصيص ماهيتها.
■ هل تشعر في نفسك أنك جزء من جيل أدبي له ملامحه، وما هي هذه الملامح؟
ينبذ عقلي عامّةً فكرةَ المُجايلة، أحيانًا أسأل نفسي إلى أي جيلٍ ينتمي اسمي، لكن في النّهاية ما يهمّني حقًّا هو ترك البصمة التي يستحقّها قلمي، إذ إن القارئ في المستقبل لن يهمّه انتماء هذا الكاتب أو تلك الكاتبة إلى جيلٍ محدّد.
أقرأ كلّ ما يفيد خبراتي ويوسّع مداركي من كتب نقدية وأدبية
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
مقبولة، أُحاول قدر الإمكان قراءة أعمالهم والتّواصل معهم سعيًا وراء خبرات المتميّزين منهم.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
جيّدة، يحتفي عددٌ من القرّاء والكتّاب بأعمالي حين تصدر، كذلك مجموعات القراءة على مواقع التّواصل الاجتماعي والصفحات المتخصّصة. بشكل عام أنا كاتب شبه منعزل، يظهر كثيرًا على الميديا بينما حضوره في الندوات نادر.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
كنتُ ابن خمسة وعشرين عاماً، كتبتُ روايةً عن الخوف، أرسلتها حينها إلى ناشرَين، وافَق أحدهما ونشرَها مُقابل مبلغ مادي، وكانت المرّة الأُولى والأخيرة التي أدفع فيها مقابل النّشر.
■ أين تنشر؟
أنا كاتب مرتحل، كلّ عامٍ في دارٍ مختلفة، أحدثها كانتِ "الكرمة" وقبلها "المحروسة للنّشر والتّوزيع".
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك بالقراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
بشكل يومي، سواء قراءة ورقية أو تصفّح إلكتروني، وعلاقتي بالقراءة منهجية، أقرأ كل ما يفيد خبراتي ككاتب من كتب نقدية وأدبية تساعدني على توسيع آفاق مداركي.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
نعم، الإنكليزية وأحيانًا الإيطالية.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرجَم أعمالُك؟
بصفتي خريج كلية الألسن "جامعة عين شمس"، أنظُر إليها كما يراها عبد الفتاح كيليطو وعبد السلام بنعبد العالي بوصفها جسرًا ينقل الثقافات المختلفة وليستْ دليل تفوّق الأعمال المترجمة على الأعمال العربية. أمّا بالنّسبة إلى رغبتي في ترجمة أعمالي، أعتقدُ أنّ كلّ كاتبٍ يطمح لزيادة مقروئية أعماله خارج حدود ثقافته.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
عمل من الواقعية السّحرية، يجمع بين الدّيستوبيا وأدب المأساة، وهو إصداري القادم، أُناقش فيه عدّة قضايا إنسانية من منظور مأساوي.
بطاقة
كاتب وروائي مصري من مواليد القاهرة عام 1989، حاصل على إجازة باللغة الإنكليزية من "جامعة عين شمس". يميل إلى كتابة الدّيستوبيا وأدب المأساة، ويتمحور مشروعه الأدبي حول النّفس البشرية وعوالمها الداخلية. صدرت له عدّة روايات، منها: "حانة الفوضى" (2017)، و"قيامة الظلّ" (2018)، و"تلاوات المحو" (2020)، و"كما يليق بأب يحاول" (2023)، الصادرة عن "دار الكرمة"، وقد تأهّلت للقائمة الطّويلة لـ"جائزة كتارا للرواية المنشورة" دورة العام الجاري.