صوت جديد: سوار الصبيحي

10 سبتمبر 2024
سوار الصبيحي
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الهاجس الحالي والكتابة الجديدة**: تعبر الكاتبة عن صدمتها من العدوان على غزة، مما يعوق قدرتها على التعبير. ترى أن الكتابة الجديدة تتفاعل مع الواقع وتعكس التحولات الاجتماعية والثقافية.

- **العلاقة مع الأجيال السابقة والبيئة الثقافية**: تشعر بالامتنان للأجيال الأدبية السابقة في الأردن، وتقتصر علاقتها بالبيئة الثقافية على التواصل الافتراضي عبر فيسبوك، مع مشاركة محدودة في الفعاليات الرسمية.

- **النشر والقراءة والترجمة**: تفضل النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي للحفاظ على عفوية الكتابة، وتقرأ بعدة لغات بجانب العربية. تعتبر الترجمة جزءًا أساسيًا من اهتماماتها وتعمل على مجموعة قصصية ثانية.

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح الجيل العربي الجديد من الكتّاب وانشغالاته.


ما الهاجس الذي يشغلكِ هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
ما يحدثُ قد تجاوزَ مرحلة التفكير والتحليل والقدرة على وصف هذه الهواجس. حقيقةً، لا أستطيع أن أصفَ ما يشغلني بهذه البساطة. هنالك حالةٌ من الصدمة والشلل تسرَّبت تدريجيًّا من الأطراف إلى العقل، وأضعفت قدرتنا على التعبير عن أبسط المشاعر أمام ما نشهده. لقد قلتها في سؤالك: "إبادة". فما الذي يُمكن قوله بعد ذلك؟ كلّ ما يمكنني إضافته إلى جوابي يبدو لي الآن ثرثرة وتكلّفًا. ومع ذلك، أتساءل بذعرٍ طوال الوقت: هل أنا - بكلِّ عجزي - جزءٌ من زَيف هذا العالم الذي يتظاهرُ بالحياةِ بينما يغرَقُ في الهلاك؟

كيف تفهمين الكتابة الجديدة؟
هذا المصطلح يجرُّ خَلفهُ بالضرورة تساؤلاتٍ أُخرى، إذا كانت محاولة تعريف الكتابة بحدِّ ذاتها (بكلِّ أجناسها وتفرعاتها)، فضفاضةً وعبثيّةً أحيانًا، فما بالك بـ"الجديدة"؟ هل هي كتابات الشباب والأسماء الجديدة؟ أم هي تلك المرتكزة على التجريب؟ أم هي كلّ انقلابٍ على المألوف؟ أعتقد أن تعريفها لن يشكّلَ فارقًا حقيقيًّا؛ فبرأيي، كلّ إبداع يلتقي ويتفاعل فيه الكاتب مع ظروف واقعه المُعاش، ومحيطه وبيئته، مؤثِّرًا أو مُتَأثِّرًا، هو كتابة جديدة؛ بمعنى أنّها الكتابة المستجيبة للتحوّلات الاجتماعيّة والثقافيّة التي يشهدها مكان ما في زمان ما.

هل تشعرين بأنك جزء من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
أعتقد أنَّهُ من الصعب تخصيص ملامح محدَّدةٍ لجيلٍ بأكمله، لأنَّ الأدب في الأساس وُجد ليعكس تنوّع التجارب الشخصيّة والأصوات الفرديّة. قد توجد بالطبع بعض الاتجاهات العامّة أو الموضوعات المشتركة بين الكُتّاب، ولكن هذه الاتجاهات لا تُمثّل بالضرورة ما قد يُميّز جيلًا أدبيًّا بأسره.

كلّ إبداع يلتقي فيه الكاتب مع واقعِه كتابةٌ جديدة

كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
علاقة طيّبة يُخالطها الكثير من الامتنان للبعض، فقد حَظيْتُ بالدعم في البداية من كُتّابٍ روّادٍ، خاصة في مجال القصة القصيرة في الأردن. أعتبرُ نفسي محظوظةً بأن جمعتني المصادفةُ بعددٍ ممّن قرأت أعمالهم في صغري وكانت بدايات الميل إلى القص والسرد، عمومًا، يستهويني تبادل الرؤى والانطباعات مع الجيل الأقدم والأوسع تجربة في عالم الأدب.

كيف تصفين علاقتك بالبيئة الثقافية في بلدك؟
لا تتعدّى العالَم الافتراضي والتواصل عبر فيسبوك، خاصةً أنّني لم أنخرط إلى حدٍّ كبير في الوسط الثقافي المَحلّي، إلّا في بعض الفعاليات الرسمية.

كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
صَدر رسميًّا عندما كنتُ في الثامنة والعشرين من عمري، لكنّ كتابة القصص كانت تعود لسنوات سبقت ذلك، مع الكثير من التراخي والتردُّدِ بشأن الرغبة في النّشر. وعبر إحدى المصادفات، وصَلتْ مسوّدة مجموعة من القصص إلى الأديب الراحل إلياس فركوح، الذي لم يكُن يعرفني في ذلك الوقت. أصرّ على أن ترى هذه المجموعة النور وأن تُنشر من خلال "دار أزمنة" التي كان يديرها.

أين تنشرين؟
أكتفي حاليًّا بالنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. مسألة النّشر لديّ مزاجية، لأنّني أُحبّ أن أُبقي الكتابة في حَيّز العفويّة قدر المستطاع. أُفضّل الاقتراب بين الحين والآخر من القارئ العابر وسط زحمة يومه بنصوصٍ حُرّة موجزة، والتحرُّر من القيود والشروط التي قد تفرضها بعض المنصّات والمواقع. لذا أرى أنّ وسائل التواصل تُحقّق كل ما سبق.

كيف تقرئين وكيف تصفين علاقتك بالقراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
شبكيّة وفوضويّة إلى حدٍّ كبيرٍ أحيانًا، أفرحُ جدًّا باكتشاف الأسماء الجديدة، خاصة في الأعمال العربيّة، وأسعى للتعرُّف على أكبر قدر ممكن منها.

هل تقرئين بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
نعم، أقرأ باللغات التي أفهمها جيّدًا وتلك التي أستطيع فهمها إلى حدٍّ مقبول، لتجديد مخزون المفردات، مثلَ التركيّة والإيطاليّة والفرنسيّة. بالإضافة إلى الإنكليزيّة التي أهدف إلى تطوير نفسي على الصعيد الكتابي فيها أيضًا، لكنّني لا أجد المتعة الحقيقيّة والاندماج الكامل مع روح النص إلّا في العربيّة بالطبع.

كيف تنظرين إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكوني كاتبة مترجَمة؟
الترجمة عندي ليست مجرّد اهتمام عابر، فهي في صلب دراستي واشتغالي. أمّا عن رغبتي في أن تُترجم أعمالي مستقبلًا، فأعتقدُ أنَّ هذا تطلُّع لدى كلّ كاتب بلا شكّ. وكما قال إيتالو كالفينو: "المُترجم هو حليفي الأهم، لأنّه يُقدّمني إلى العالَم". ولكن، نسبة حدوث ذلك تعتمد على ما سأقدّمه لاحقًا، حيث إن نقل النّص من ثقافة إلى أُخرى خاضعٌ لشروطٍ وغاياتٍ قد لا تتحقَّق في جميع النصوص وموضوعاتها. الأمر ليس عشوائيًّا دائمًا.

ماذا تكتبين الآن وما هو إصدارك القادم؟
ببطءٍ شديد كعادتي، أُواصل العمل على القصص مُجدَّدًا، وأستكشف صوتي من جديد، هنالك اشتغال حالياً على مجموعة ثانية، ولكن بالكثير من التأنّي. 


بطاقة
كاتبة أردنيّة من مواليد عمّان عام 1991، حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة الفرنسيّة وآدابها، وشهادة الدبلوم في الترجمة التحريريّة والفورية، وشهادة الماجستير في الترجمة التطبيقية من "جامعة ستراثكلايد" البريطانية. شغلت عضويّة هيئة تحرير مجلّة "صوت الجيل" الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنيّة، واشتغلت على الصعيد المهني في مجال كتابة المحتوى والترجمة. صدرت مجموعتها القصصية الأولى عام 2019 بعنوان "الماتريوشكا".

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون