شون سكالي.. محطّة برلينية للفن التجريدي

17 سبتمبر 2021
جانب من المعرض
+ الخط -

إذا كانت الفنون التجريدية قد وُلدت وعرفت ازدهارها في بدايات القرن العشرين على أيدي فنانين مثل الروسي فاسيلي كاندينسكي والفرنسي روبر ديلوني أو الهولندي بيات موندريان، فإن جيلاً آخر من الفنانين جاء في النصف الثاني من القرن العشرين ليواصل هذا المسعى ويأخذه إلى مساحات جديدة، كما فعل الأميركيان مارك روثكو وجاكسون بولوك.

ينتمي التشكيلي الإيرلندي شون سكالي (1945) إلى جيل ثالث من هؤلاء الفنانين، حيث يُعَدّ اليوم من أبرز حَمَلة راية الفن التجريدي الغربي الذين ما يزالون على قيد الحياة، إلى جانب أسماء مثل الفرنسي بيار سولاج والألماني غيرهارد ريشتر.

"غِشاء" هو عنوان معرضه الذي افتُتح أوّل أمس الأربعاء في "غاليري كيفينيغ" ببرلين، حيث يستمرّ حتى الثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وتُقَدَّم فيه أعمالٌ تغطّي خمسة عقود من اشتغالات الفنان في التشكيل والنحت.

يأخذ "غِشاء" شكل معرضٍ استعاديّ، حيث يشمل أعمالاً للفنان منذ عام 1970 وحتى اليوم، يجري توزيعها بحسب المراحل المفصلية التي عرفتها تجربته، منذ تأثّره بالبيئة الصناعية، إذ كان يعيش بنيوكاسل مطلع سبعينيات القرن الماضي، حيث العلاقات الاجتماعية الطبقية تحضر في رؤيته للأشكال الأفقية أو الشاقولية التي يرسمها، وصولاً إلى السنوات الأخيرة، التي راحت تمتزج ببُعد أكثر شعريةً وروحانيةً.

من المعرض
من المعرض

تُعرَف اشتغالات سكالي التشكيلية بتكوينها الصارم، حيث تتراكب طبقاتٌ من المربّعات أو الخطوط السميكة فوق بعضها البعض، كما تتوازى معها الألوان في التكرار والتناوب، في ما يُشبه معماراً قائماً على نظام داخلي خاص به، وهو أسلوبٌ نجده أيضاً في منحوتات الفنان التي يستخدم فيها عناصر من الصلب، كالبرونز والحجر أو الألمنيوم.

غير أن هذه المنحوتات، التي تكسب بعداً إضافياً مقارنةً باللوحة، تُعطي انطباعاً شكلياً، أي أقلّ تجريداً من رسومات الفنان، وهو ما تأتي عناوينها لتؤكّده، فهو يسمّي بعضها "خزّانات" مياه، أو "طبقات" من الحجر.

المساهمون