شتيفان جوت.. تحولات المجتمع المصري في الأدب

14 سبتمبر 2022
(جانب من مدينة القاهرة عام 1976، Getty)
+ الخط -

في نهاية التسعينيات، أصدر أستاذ الدراسات الشرقية والباحث الألماني، شتيفان جوت، كتاب "شهود على نهاية عصر.. تحول المجتمع المصري بعد عام 1970"، أضاء فيه مرحلة مفصلية في تاريخ مصر المعاصر، تمثّلت في إنهاء حالة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي بتوقيع معاهد "كامب ديفيد"، وبدء سياسات الانفتاح الاقتصادي.

يقف المؤلّف على هذه التغيرات الحاسمة من خلال تمثّلاتها في الأدب، عبر اختيار نماذج سردية أساسية في الأدب المصري، استطاعت تقديم صورة واضحة وشاملة عن تلك المرحلة، سواء في تأثيرها على المجتمع بشكل عام أو على سلوك المواطن المصري خاصّة.

بترجمة الكاتب والصحافي المصري أيمن أشرف وتصدير الروائي عبده جبير، صدرت حديثاً عن "المركز القومي للترجمة" النسخة العربية من الكتاب الذي يتناول ظاهرة اجتماعية أدبية تشكّلت بداياتها في سبعينيات القرن الماضي وتبلورت أدبياً في ثمانينياته تقريباً.

يدرس الكتاب نصوصاً لمحفوظ وغانم وإبراهيم والغيطاني وجبير تمثّل أدب الانفتاح

يختار جوت مجموعة روايات وقصص هي: "الحب فوق هضبة الهرم" لنجيب محفوظ (1911 - 2006)، و""قليل من الحب.. كثير من العنف" لفتحي غانم (1924 - 1999)، و"اللجنة" لصنع الله إبراهيم (1937)، و"رسالة البصائر في المصائر" لجمال الغيطاني (1945 - 2015)، و"تحريك القلب" لعبده جبير (1948).

يوضّح المترجم، في تقديمه، بأنّ زاوية النظر إلى ظاهرة "التحول - التغيير - الانكسار" فى أنماط سلوك شرائح واسعة من المصريين، وطريقة معالجة هذه النظرة، أتت في إطار نماذج مختارة من أعمال أدبية وتوسيع دائرة البحث لتشمل السياق الأدبي السابق على هذا الاتجاه الذي أطلق عليه المؤلف "أدب الانفتاح"، من خلال تحديد سماته مقارنة بغيره، والرجوع إلى المعطيات الاقتصادية والسياسية التي دفعت باتجاه هذا "الانفتاح"، لنكتشف أن جذوره أو دوافعه تعود إلى نهايات عهد عبد الناصر.

غلاف الكتاب

وينزع جوت إلى التحليل الاجتماعي بتشريحه الشخصيات الرئيسية في الأعمال السردية المذكورة، وصولاً إلى التقاط أهمّ مكوناتها ومحركاتها ودوافعها للقيام بأفعالها وسلوكياتها، ليخلص إلى أن هذه الشخصيات تمثّل البدايات الأولى  لـ "التحول - التغيير - الانكسار" في مسار المجتمع المصري، الذي نبتت بذرته في سبعينيات القرن الماضي، وازداد عمقاً وتشعّباً عبر العقود الأربعة التالية، حيث تلاحظ نتائجه في مزيد من تحلّل قيم إيجابية للجماعة الإنسانية المصرية لصالح قيم فردية سلبية.

يتألّف الكتاب من خمسة أجزاء: الانفتاح؛ الأسباب والإجراءات والنتائج، وأدب الانفتاح: ستّ دراسات حالة، وموضوعات أدب الانفتاح وأشكاله، وتأملات ختامية، ومرفقات تتضمن سير ذاتية مختصرة لجميع الكتّاب الذي تناولهم الكتاب بالبحث والدراسة.

المساهمون