شاكر الإدريسي.. "الأرض" في المدار البدائي

06 نوفمبر 2022
"أرض 012"، مزيج على قماش، 2022 (من المعرض)
+ الخط -

في عام 1998، وقّع التشكيلي المصري شاكر الإدريسي مساهمته الأُولى في معرض جماعي في "قاعة حورس"؛ إحدى أروقة كلية التربية الفنية بـ"جامعة حلوان"؛ مساهمةٌ جاءت قبل تخرّجه من الكلية نفسها بعد ذلك بأعوام، ثمّ تحصّله على الماجستير من قسم التصوير عام 2008.

دلّلت تلك المرحلة، وما بعدها، من اشتغالات الإدريسي على تقاطُعٍ ما بين الجهد الأكاديمي، والخبرة التي راكمها من خلال مشاركاته في تظاهرات فنية بارزة في المشهد المصري؛ مثل: "مسابقة جاذبية سرّي السنوية"، و"مسابقة راتب صديق" بأتيليه القاهرة، و"صالون الأعمال الفنية الصغيرة". 

هذه الأيام، يعود التشكيلي بمعرض فردي جديد افتُتح مساء الثلاثاء الماضي في "غاليري ياسين آرت" بالقاهرة، يحمل عنوان: "الأرض.. الوادي الجديد"، وتستمرّ فعالياتُه حتى 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي.

شاكر الإدريسي - القسم الثقافي
(من المعرض)

تتميّز لوحة الإدريسي بتوقٍ صوب الأشياء في تكوينها البدائي، حيث الطبيعة عبارة عن خَطاطات سريعة لا تعتمد شيئاً كما اعتمادها على الألوان المركزية من الأحمر والأصفر والأزرق، ثُلاثية تبدو قاعدةً أساسية لا تسعى أن تخفّف من تكثيفها، أو تشتّت بصر المُتلقّي باشتقاقات أُخرى. 

كذلك الأشخاص، فهم يستعيرون من الطبيعة ظلالهم، ويتجاورون مع نباتاتها وحيواناتها دون أن يبتعدوا أو يستقلّوا بذواتهم. وبهذا نصبح أمام مسارَين متشابهَين: الأول على المستوى اللوني الذي يتحرّك صوب التآلف، والثاني على مستوى الموضوعات التي تشدُّها المعادلةُ نفسها؛ حتى لا تبتعد أو تأخذ مسافة عنها، أو تكون نقيضة لإطار البدائية الذي انطلقت منه.

شاكر الإدريسي 2 - القسم الثقافي
(من المعرض)

وإن كان لا بدّ من حديث عن رمزيةٍ ما تمتاز بها لوحة الإدريسي، فهي بدورها لا تخلو من تعرّجات متكرّرة تشوبُ خطوطها، وكأنّها تذكّر بأنّ حالة القطع والثبات هي من غايات التشكيل القصدية، وهذا - ربما – ما لا ترمي إليه اللوحة، عدا أنّ الرمزية بذاتها أبعد من أن تجعل غايتها تلك البدائية أصلاً. 

سبق للإدريسي أن شارك في معارض مختلفة، منها: "مفهوم الزمن" بـ"متحف طه حسين" (2010)، و"المعرض العام التشكيلي" لأعوام 2012 و2013 و2014، و"موسم الحصاد (2021)، و"بورتريه معاصر" (2022).

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون