سيمون فتّال.. عودةٌ إلى ضفّة بردى

28 يناير 2021
جانب من المعرض
+ الخط -

لا نعرف إن سبق لسورية أن فارقت بالَ سيمون فتّال. إذا ما اكتفينا بالبحث عن الإجابة في أعمالها ومعارضها الأخيرة، فالإجابة هي لا بالتأكيد. إذ لا تكاد الفنانة اللبنانية الأميركية تغادر مكانها الأول، وهي المولودة في دمشق عام 1942.

في معرضها "أشجار"، الذي أقامته العام الماضي في "غاليري لولون" في باريس، استعادت الرسام والنحّاتة مدينة طفولتها في لوحات حاولت فيها اقتفاء جذوع الغوطة وأغصانها، خضارَ أشجارها واصفرارها، وكذلك رائحة ثمارها. وكأن الفنانة، المعروفة بتجنّبها للألوان الكاشفة والصاخبة، وجدت مكاناً آمناً يتيح لها الخروج قليلاً عن هذه القاعدة.

في معرضها الحالي، الذي انطلق في مكتبة الغاليري نفسه في الرابع عشر من الشهر الجاري ويستمر حتى السابع والعشرين من شباط/ فبراير المقبل، تنقل الفنانة أدواتها إلى "ضفّة بردى"، الذي اختارته عنواناً للمعرض.

ضفة بردى 1
ضفة بردى 1

تبدو سلسلة الأعمال المعرضة، والتي تحمل عناوين مثل "ضفة بردى" و"قاسيون" أو "الغوطة"، أشبه بامتداد لأعمال المعرض السابق. وهي، على أيّ حال، أعمالٌ أنجزتها العام الماضي أيضاً، كما أنها تتقاطع مع جزء من لوحات "أشجار" في تقنية الاشتغال، المتمثّلة بالنقش أو الحفر المائي.

تميل أغلب لوحات المعرض إلى تقشّف في الأشكال والخطوط، يرافقه تقشّفٌ في اللون إذا ما كان موضوع الرسم معلماً طبيعياً، كما هو الحال مع لوحتي "ضفة بردى" واللوحة المعنونة "قاسيون"، والتي تتضمن خطوطاً وملامح سوداء على بياض. 

الغوطة

يتحوّل اللون إلى كاشف نسبياً عندما نصبح "قرب الأمويين" و"الحميدية"، وهما عنوانان للوحتين، ثم تأخذ النقوش لوناً أكثر زهاءً، على ضرباتٍ أكثر تكراراً وتتابعاً، حينما نصل إلى اللوحتين اللتين تصوّران "التلال" و"الغوطة". وكأن طبيعة المكان وطبيعة امتلائه (بالمارة، بالزائرين، بالحجارة أو بالأشجار) هما اللتان تعطيانه تعريفه وشكله الفني لدى فتّال. 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون