سيلفي دنواه.. جغرافية الإسلام في القرون الوسطى

17 أكتوبر 2022
(خريطة العالم للإدريسي، 1154 م)
+ الخط -

تهتمّ الباحثة الفرنسية سيلفي دنواه بالتاريخ الحضري والاجتماعي لمدن العالم العربي في العصور الوسطى، ولا سيما مصر منذ دخول الإسلام وحتى بداية العهد الفاطمي، مضيئة على تطوّر الأسواق والحرف والعمارة والأدب والتجارة والعلاقات الدبلوماسية مع الجوار.

كما تناولت السياسة وتأثير التحولات الثقافية والاحتماعية على السلطة في مؤلّفات عدّة منها "الحكم في الإسلام (القرن 10-15): نصوص ووثائق" (مؤلّف مشترك)، و"وصف القاهرة: الفسطاط- مصر حسب ابن دقماق والمقريزي: تاريخ قسم من مدينة القاهرة وفقاً لمؤرخين مصريين في القرنين الرابع عشر والخامس عشر"، وغيرهما.

ضمن سلسلة "محاضرات ميدان المنيرة"، يعقد "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية"، في العاصمة المصرية، لقاء مع سيلفي دنواه عند السادسة من مساء الأحد الثلاثين من الشهر الجاري، للحديث عن أحدث مؤلفاتها الذي شاركت في تأليفه وتحريره مع الباحثة هيلين رينيل ويحمل عنوان "أطلس العوالم الإسلامية في القرون الوسطى".

الأطلس نتاج مشروع ساهم فيه العديد من الباحثين وصدر العام الجاري، ويركّز في جانب منه على الطرق التي تحكّم فيها المسلمون عند أقصى توسع فتوحاتهم من الهند شرقاً وحتى الأندلس غرباً، في سعي لاستشكاف الطرق البرية والبحرية التي سلكها التجار والحجاج والمسافرون والطلاب والعلماء، وحجم التبادلات بين الخلافة الإسلامية ودول أخرى، ما يفسّر اندماجها في الاقتصاد العالمي آنذاك.

ويدرس الكتاب تداول الأفكار والنماذج الأدبية أو المعمارية، بما يتجاوز التبادلات التجارية، على مدى الشبكات التي تطورت على مرّ القرون، عبر مساحة شاسعة تمتّد من المحيط الهندي إلى المحيط الأطلنسي مروراً بالبحر الأبيض المتوسط، كما شهدت هذه المناطق حركة كثيفة من النشاط الدبلوماسي، خاصة في فترات الصراع.

يعتمد الأطلس أكثر من مئتي خريطة أصلية بمقايسس مختلفة مصحوبة بنصوص ومقتطفات من المصادر والرسوم التوضيحية، ليقدم انطلاقاً من المعطيات الجغرافية لتقديم بانوراما واسعة للتاريخ السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي والديني والثقافي للعالم الإسلامي في العصور الوسطى؛ من أواخر العصور القديمة إلى بدايات العصر الحديث.

المساهمون