سابين فايس: أطفالٌ ومارّة وأصحاب متاجر

09 سبتمبر 2022
"بور دو سان كلو بباريس"، 1950 (من المعرض)
+ الخط -

بين نهاية الحرب العالمية الثانية ونهاية الستينيات، برزت في فرنسا مجموعةٌ من المصوّرين الفوتوغرافيين الذين اشتركت أعمالهم في الرغبة بتصوير الحياة اليومية على بساطتها الشديدة، بعيداً عن الأحداث الكُبرى والعاجلة، حيث كانوا يتجوّلون بكاميراتهم في المدن، ولا سيّما بالأحياء الشعبية، ويلتقطون ما يصادفونه، بكلّ عفويته.

سيُطلق، لاحقاً، على هذا النوع من التصوير الفوتوغرافي اسم "الإنساني"، وهو تيّار انتمى إليه عددٌ من أبرز المصوّرين الفوتوغرافيين الفرنسيين، مثل هنري كارتييه بريسون وروبر دوانو، إلى جانب  الفرنسية ــ السويسرية سابين فايس (1924 ــ 2021).

"شعرية اللحظة" هو عنوان المعرض الاستعادي لأعمال فايس، والذي يستضيفه غاليري "تري أوتشي" في مدينة البندقية، بإيطاليا، حتى الثالث والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

يغطّي المعرض مجمل تجربة المصوّرة الراحلة، منذ بداياتها في أربعينيات القرن الماضي وحتى سنوات عملها الأخيرة، كما يشمل مختلف منشوراتها في المجلات والصحف الأوروبية، إلى جانب مجموعة من الصور التي يسبق عرضها، ولا سيّما تلك التي صوّرت خلالها مصحّات عقلية في فرنسا بين عامَي 1951 و1952.

"في شارع إدون فلامان بباريس"، 1952 (من المعرض)
"في شارع إدمون فلامان بباريس"، 1952 (من المعرض)

وتصوّر فايس، في أغلب أعمالها المعروضة، مارّةً وأطفالاً، أو أفراد عائلة وأصحاب متاجر تُقابلهم جالسين في محلّ عملهم أو واقفين أمامها، وهي تُبدي في كلّ هذه الحالات اهتماماً بحركة الأطراف والوجه، في تركيز على مشاعر شخوصها وعلى طريقتهم في التعبير عن اللحظة الراهنة.

أمرٌ يؤكّد على اعتقاد الفنانة، كما سبق أن قالت في لقاء صحافي، بأن "على الصورة الفوتوغرافية، لكي تكون قويّة بحقّ، أن تقول لنا شيئاً عن الظرف الإنساني، وأن تجعلنا نحسّ بما أحسّ به المصوّر لحظة التقاط صورته".

المساهمون