زينب صالح.. كما لو كان العالم حُلماً

02 سبتمبر 2021
من المعرض
+ الخط -

رغم حداثة سنّها (من مواليد عام 1996)، شاركت الفنانة الكينية المقيمة في لندن زينب صالح في العديد من المعارض الجماعية التي شهدتها العاصمة البريطانية منذ عام 2018، إضافة إلى معارض في سويسرا وهولندا. وقسمٌ لا بأس به من هذه المعرض يشكّل المرحلة الأخيرة من إقامة فنية تعرض الفنانة في نهايتها ما أنجزته خلال الأشهر السابقة.

"المكان الأكثر عذوبة (على سطح الأرض)" هو المعرض الفرديّ الأوّل للفنانة الشابة، والذي يحتضنه "مركز كامدن للفنون" في العاصمة البريطانية بين العاشر من أيلول/ سبتمبر الجاري والثالث والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وهو أيضاً يمثّل عرضاً لحصيلة اشتغالها خلال إقامة فنية قضتها أخيراً في "استديو ميترولاند" في لندن.

يضمّ المعرض لوحاتٍ مرسومة بقلم الفحم تُحاول الفنانة فيها التقاط لحظات الثبات والانتظار التي عرفتْها، وعرفها العالم أجمع، خلال العام الماضي، بسبب فترات الحظر المتتابعة للوقاية من فيروس كورونا. هكذا، تنطوي أغلب اللوحات على طبقات من خطوط وضربات الفحم، التي قامت الفنانة بكشط بعضها أو حكّها، خالقةً بذلك تنويعاً بين اللون والظلّ، الذي يأخذ هذه المرة لوناً أبيضَ.

ولا تبتعد ألوان أغلب اللوحات عن حيادية الأبيض هذه، حيث التنويعات تتمحور حوله وحول الرمادي والأسود، في تقشُّفٍ يتناغم مع قلّة الأشكال الحاضرة في تكوين اللوحة وطبيعتها شبه الصامتة، والتي غالباً ما تكون تفصيلاً لجسم حيوانٍ (طير، قطّة، إلخ)، أو غصناً أو ورقة نبات.

يُشير عنوان المعرض، بحسب منظّميه، إلى الأجواء التي تطبع لوحات صالح، بدءاً من التقنية التي تستخدمها (الفحم)، وصولاً إلى المشاهد التي تصوّرها، والتي تمتزج فيها عناصر الشخصيّ بالجماعي. كما يمكن فهم العنوان بوصفه دالّاً على عالم الحُلم، هذا العالم الذي يطبع اشتغالات زينب صالح الراكنة إلى غموضها وهدوئها، والذي قد يشكّل، في لحظات الجوائح والكوارث الطبيعية، واحداً من أعذب الأماكن على سطح البسيطة، إن لم يكن أعذبَها.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون