تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الثاني من أيلول/ سبتمبر، ذكرى ميلاد المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه (1940).
من أحد رفاق تشي غيفارا في مغامراته الجنوب أميركية إلى مستشار الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران. ومن اختراع حقل معرفي سماه الميديولوجيا إلى التنصّل منه. تلك بعض ملامح المفكّر والكاتب الفرنسي ريجيس دوبريه والتي تجعله عصياً عن كل تصنيف.
في 2011 جرى انتخابه كعضو في "أكاديمية كونغور" وبعد أربع سنوات استقال مع اعتذار طريف: أريد أن أقرأ الكتب التي أحبّها، في إشارة إلى عالم الجوائز الأدبية الذي يكرّس أهم الكتّاب لقراءة الغث والسمين وإهدار طاقاتهم في ترتيب عالم الكتابة للقراء.
ما يُحسب للمفكّر الفرنسي هو موسوعيته التي تتجلّى في مجمل أعماله، السياسية منها والتي يمثّل نقد الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية الخيط الناظم فيها، وفي أعماله النظرية التي تربط بشكل لافت بين مجالات متباعدة مثل الفكر والدين والفن والتقسيم الاجتماعي للعمل.
في مؤلفات دوبريه، ومنذ البداية، كانت تظهر لمحات من سيرته الذاتية حتى تلك التي تبدو بحثية خالصة. ويعود ذلك إلى أن الاهتمام الأول لدور النشر بكتاباته كان توثيقياً فقد كانت تجربته مع اليسار المتمرّد، وغير المركزي، ذلك الذي قاده غيفارا مثيراً للغاية وجعل من دوبريه نجماً ثقافياً منذ أعمال مثل "ثورة داخل الثورة" (1967)، و"محاربو غيفارا" (1974).
ومن أعماله الأخرى: "سلطة المثقفين في فرنسا" (1979)، و"نقد العقل السياسي" (1981)، و"دروس في الميديولوجيا العامة" (1991)، و"حياة وموت الصورة" (1991)، و"النار المقدّسة" (2003)، و"خطأ في الحساب" (2014)، و"القرن الأخضر" (2020).