رفعت سلام.. رحيل إلى النهار الماضي

07 ديسمبر 2020
(1951 - 2020)
+ الخط -

ينتمي المترجم والشاعر المصري رفعت سلام (1951 – 2020) الذي رحل أمس الأحد في القاهرة بعد صراع مع المرض، إلى جيل السبعينيات من الشعراء في بلاده الذين انحازوا إلى البعد الجمالي في القصيدة وإلى الشكل بوصفه ركيزة أساسية للحداثة الشعرية، حيث أسسّوا تيارات وجماعات ثقافية للتعبير عن تنظيراتهم الجديدة.

وًلد الراحل في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية وعاد ليستقر في مدينته الأصلية في منية شبين وهو في الرابعة من عمره، وواصل تعليمه حتى التحق بكلية الصحافة في "جامعة القاهرة" متخرّجاً منها عام 1973، وشارك بعد ذلك بإنشاء "إضاءات 77"؛ الجماعة الأدبية التي أعتبرت حينها "أول خروج قوي على قصيدة التفعيلة"، وأصدروا مجلة تحمل الاسم ذاته، وضمّت أسماء مثل حلمي سالم وحسن طلب وجمال القصاص وأمجد ريان وآخرين.

كما ساهم سلام خلال الفترة ذاتها في إصدار مجلة "كتابات أدبية" التي أبرزت على صفحاتها للمرة الأولى مصطلح "جيل السبعينات" وصدر منها ثمانية أعداد، وترافق ذلك مع نشر ترجماته التي كرّست له مكانة مهمة في الثقافة العربية، حيث نقل من الإنكليزية العديد من القصائد لشعراء عالميين من أمثال بوشكين وماياكوفسكي ورامبو وبودلير ووالت ويتمان وكفافيس وريتسوس، وغيرهم.

ترجم العديد من القصائد لشعراء مثل بوشكين وماياكوفسكي ورامبو وبودلير وكفافيس

أشار في تصريحات صحافية متكرّرة إلى عدم وجود مشروع للترجمة في مصر، موضحاً أن "جميع المؤسسات الثقافية المصرية تعمل –للأسف الشديد- بلا خطة، ولا منهج؛ وبالتالي نحصل على نتيجة تشبه الصِّفر. فالتراكم الكمِّي العشوائي –بلا توجه ولا رؤية- لا ينتج ثقافة. وغالبية رؤساء المؤسسات القادمين من البيروقراطية الجامعية هم مجرد «تكنوقراط»، بلا اهتمام ثقافي، ولا خيال، فهم موظفون مطيعون لمن يأتي بهم، هدفهم الوحيد هو الاستمرار على الكرسي الذي يتيح لهم امتيازات غير مسبوقة، مادية وغير مادية".

اهتمّ سلام بتعدد الأصوات وتعدد البنية الشعرية في قصيدته منذ إصدار مجموعته الأولى بعنوان "وردة الفوضى الجميلة" عام 1987، وتوالت إصداراته في الشعر لتصل إلى تسعة كتب، هي: "إشراقات رفعت سلاَّم" (1992)، و"إنها تُومئ لي" (1993)، و"هكذا قُلتُ للهاوية" (1993)، و"إلى النَّهار الماضي" (1998)، و"كأنَّها نهاية الأرض" (1999)، و"حجرٌ يطفو على الماء" (2008)، و"هكذا تكلَّم الكَركَدن" (2012)، و"أرعى الشِّـيَاه على الميَاه" (2020).

في مشروع الترجمة، قدّم سلام للمكتبة العربية عشرات المؤلّفات منها "بوشكين: الغجر.. وقصائد أخرى" (1982)، و"ماياكوفسكي: غيمة في بنطلون.. وقصائد أخرى" (1985)، و"يانيس ريتسوس: البعيـد، مختارات شعرية شاملة" (1997)، و"سوزان برنار: قصيدة النثر من بودلير حتَّى الآن مراجعة وتقديم" (1998/ 2000)، و"شارل بودلير: الأعمال الشعرية الكاملة" (2009).

تقدّم الكاتب باستقالته من "سلسلة آفاق عالمية" الصادرة عن "الهيئة العامة لقصور الثقافة" التي كان يترأس تحريرها حتى عام 2017، معللاً استقالته بالروتين والبطء في نشر الأعمال وتعمّد التدخل من جانب مسؤولي إدارة النشر في صلاحيات عمله.

أصدر سلام أيضاً العديد من الدراسات النقدية منها "المسرح الشعري العربي" (1986)، و"بحثًا عن التراث العربي: نظرة نقدية منهجية" (1990)، و"بحثًا عن الشعر، مقالات وقراءات نقدية" (2010).

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون