استمع إلى الملخص
- في قصيدة "رماد الأرض"، يستحضر بيلسل ذكريات الماضي وتأملاته في الحياة، حيث يصف مشاهد من الفناء والأسواق، معبرًا عن الحزن والحنين من خلال صور رمزية مثل الرماد والملح.
- بيلسل، الحائز على جائزة البرتقال الذهبي للشعر، يبرز كصوت مميز في الشعر التركي، حيث يجمع بين الجمال الأدبي والعمق العاطفي في أعماله.
وصمة
أنتِ من ألقيتُها في البئر عمداً
ليأتِ أربعون عاشقاً ويُخرِجوكِ منِّي
هل التَفَّ قلبُ النار
مثلَ خاتَمٍ حول بيتنا
قُبالةَ غروبِ الشمس؟
أريدُ أن آخذكِ
خلال الساعات التي ينزوي فيها الأطفال
إلى حدائق المحطّة وجزيرة البكاء...
كما لو أنحَنِي وألتقِطُ سكِّينَ الفواكه من الأرض
قد يجمعنا البكاء
ظننتُ لفترةٍ طويلةٍ
أنَّ الطيورَ وأوراقَ الشجرِ الشيء نفسه
وجدتُ القُبلةَ والقتلَ جنباً إلى جنب
كان العالم كذبةً مفروشةً تحتنا
إخوتي مَرْضى بين شيئين:
زُجاجات الكوكاكولا على رأس سريرنا
ووصمات فلسطينية حيث تنتهي أقدامنا
أُريد أن آخذكِ الآن
إلى رسائل تحمل دمغة "موافق"
إلى قلبِ الشَّرْق
حيث يُحتَفَل بالألم في المهرجانات
أُريد أن آخذكِ
إلى المياه التي تحملني
أنتِ من ألقيتُها في البئر عمداً
ليأتِ أربعون عاشقاً ويُخرِجوكِ منِّي.
■ ■ ■
رماد الأرض
بينما ينصرف منِّي أُناسٌ تحت هذا المطر
أعود إلى الفِناء الذي أُسْتَضاف فيه منذ أربعين عاماً
والمساءُ ينصرف مثلَ رُموشٍ تميلُ نحو وجهي
لقد رأى هذا القلمُ هذه الأرضَ عن كثب
تمشي في الأسواق حيث يتمايل الخشب
بينما تمرُّ بشبابِ الأشجار
حوافُ المنازلِ المطويّةُ متعَبةٌ
برمادٍ كثير وملحٍ كثير ودموعٍ كثيرة
بينما يذهب الإخوة إلى ذكرياتٍ رماديةٍ
الشالُ الذي سقط من كتف الليل نهارٌ لنا
من داخل الغرف الرطبة حيث نلتزم الصمت
بينما المخاوف تطلق نفسها على الحروف
أسمعُ صوتَ من بقي في الصقيع
والجرحُ يتشمّس على منحدرِ خنجرٍ
بينما تغمض العيون للمرّة الأخيرة بالضوضاء
لقد أتيتُ إلى هنا سابقاً
كنتُ مكسوراً جدَّاً، عاصفاً جداً وأنيقاً
بينما أسافر دون زادٍ إلى فراقٍ طويل
وها قد وصلتُ إلى عتبة القلم الحزين
لو لم أكتب ذلك لَكَتَبَه الآخرون
بينما أمرُّ معقَّداً عبرَ ما أرى
ثمّة كلمات لا يمكن أن تُقالَ لكنها تُكتَب
ويُقطَف القرنفلُ من جبالِ الوحيدِ
بينما يبرد رمادُ الأرض في فمي.
* ترجمة عن التركية: محمد حقي صوتشين
** Şeref Bilsel شاعر تركي من مواليد مدينة ريزة عام 1972. تخرج في قسم اللغة التركية وآدابها قبل أن يعمل مستشاراً للثقافة والفنون في إحدى القنوات التلفزيونية، ويترأّس تحرير عدّة مجلّات أدبية. أصدر أربعة مجموعات شعرية، وكتب مقالات عديدة عن الشعر، كما أعدَّ حوليات حول الشعر التركي. نال "جائزة البرتقال الذهبي للشعر" عام 2014.