رحيل محمد البدوي.. قريباً من الأدب التونسي

11 سبتمبر 2022
محمد البدوي (1951 - 2022)
+ الخط -

في مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، أعلن الباحث والأكاديمي التونسي محمد البدوي (1951 - 2022) عن صدورِ كتاب جديد له، عن "منشورات ابن عربي"، بعنوان "أحفاد الشاعر"، قدّم فيه قراءاتٍ نقدية لعددٍ من التجارب الشعرية في بلاده.

كان ذلك ثانيَ إصدارٍ للكاتب التونسي خلال العام الحاليّ، بعد كتابه "سرديات عربية" الذي صدر في نيسان/ إبريل، وتضمّن قراءات في عددٍ من التجارب السردية العربية، في امتدادٍ لكتاب آخر له بعنوان "سرديات تونسية".

صدر العملان بينما كان البدوي يخوض رحلةً للعلاج من مرض السرطان، حطّت به في عددٍ من المدن خارج تونس منذ خريف العام الماضي، حين كتب في صفحته على فيسبوك عن شروعه في تلقّي العلاج الكيمياوي، وهي الرحلة التي انتهت برحيله صباح اليوم الأحد.

كانَ مرضُه، بشكل ما، سبباً في عودته إلى الساحة الثقافية التونسية التي ظلّ فاعلاً فيها طيلة أربعين عاماً، لكنّه ابتعد عن فعالياتها وتظاهُراتها في السنوات الأخيرة؛ ففي آذار/ مارس الماضي، جرى تكريمه مِن قبل "اتّحاد الكتّاب التونسيّين" الذي تولّى رئاسته بين 2011 و2014؛ وهي الفترة التي يَعتبرها "أصعب فترة في تاريخ الاتّحاد"، كما جرى تكريمُه في الشهر نفسه مِن قبل "صالون الأمينة للثقافة والفكر والفنون" في القيروان.

وُلد محمد البدوي في مدينة طبلبة، شرقي تونس، عام 1951، وتخرّج من "دار المعلّمين التونسيّين"، قبل أن يحوز دكتوراه بأطروحة حملت عنوان "خصائص أدب الأطفال في تونس" (صدرت منها طبعة ثانية نهاية العام الماضي)، ليعمل أستاذاً في اللغة العربية وآدابها بكليّات الآدب في سوسة والقيروان.

صدرَت للكاتب الراحل اشتغالاتٌ عدّة تنوّعت بين النقد والتراجم؛ من بينها: "أوهام العقّاد في العبقرية" (1993)، و"الأرض والصدى: دراسة عن رواية 'الأرض' للشرقاوي" (1997)، و"الفينيق: دراسة لرواية 'تلك الليلة الطويلة' ليحيى يخلف" (1997)، و"المنهجية في البحوث والدراسات الأدبية" (1998)، و"تراجم المبدعين في ولاية المنستير" (2001)، و"تراجم المؤلّفين والمبدعين" (2005)، و"مرآة الأحوال: أوّل جريدة عربية في لندن" (2006)، و"ذاكرة وذكرى: حمد العابد مزالي بين الأدب والتعليم" (2006).

وإلى جانب مؤلّفاته تلك، كانت للبدوي إسهامات في النشر؛ من خلال تأسيسه "دار البدوي للنشر" ثمّ "دار ابن عربي"، كما عمل منتجاً لبرامج أدبية في "إذاعة المنستير" بين 1981 و2017؛ حيث قدّم عدداً منَ البرامج التي خصّصها للتعريف بالكتاب والكتّاب التونسيّين؛ من بينها "محراب الكتّاب" و"واحة المبدعين"؛ وهي التجربة التي وثقّها في كتابه "ثلاثون عاماً في إذاعة المنستير" الذي صدر العام الماضي.

المساهمون