رحيل كلود هودلو: مثْل جسر بين الصين وأوروبا

16 اغسطس 2021
كلود هودلو
+ الخط -

عادة ما يشتهر المؤرخون حين يتناولون مواضيع ذات إشكاليات راهنة في بلدهم فيساهمون في جدالات وسائل الإعلام والحياة السياسية. ونادراً ما يتحوّل المؤرخون الذين يدرسون تاريخ بلاد أخرى إلى شخصيات عامة.

يمثّل المؤرخ الفرنسي كلود هودلو (1942 - 2021) أحد هذه الاستثناءات القليلة، فقد كان متخصّصاً في تاريخ الصين، ورغم ذلك يمكن اعتباره أحد أشهر مؤرخي بلده لدى الجمهور العريض، ويعود ذلك إلى كون هودلو لم يكتف بنموذج المؤرخ الكاتب بل كان أقرب إلى مؤرّخ صحافي.

أمس، رحل المؤرخ الفرنسي عن 79 عاماً، وقد استعادته الصحافة الثقافية الفرنسية ليس كمؤرخ فحسب بل كأحد أبرز المنتجين الإذاعيين في العقود الأخيرة، حيث كان هودلو أحد أشهر وجوه "راديو فرانس كولتور"، وكان لصعود الصين منذ تسعينيات القرن الماضي إلى الصف الأول للتأثير العالمي أثره في مزيد من الطلب على البرامج التي يوصل فيها هودلو ثقافة الصين وتاريخها للفرنسيين، لكنه لم ينغلق عند تخصّصه الصيني حيث إنه أنتج برامج حول الرقص المعاصر والفنون التشكيلية والفوتوغرافيا والجغرافيا والمعمار.

من أبرز هذه البرامج: "المهمة: الصين"، و"هندسة متحوّلة"، و"الليالي المغناطيسية". كما أنجز هودلو عدة أفلام وثائقية منها: "كوكب ألبير كان"، و"الصين: أكبر ورشة في العالم"، و"الصينيون الجدد".

أما كتبه، فنذكر منها: "المسيرة الكبرى" (1971) بالاشتراك مع جاك ريفيل وبيير نورا، و"كالتكس في الصين" (1987)، وسلسلة "ماو: الحياة والأسطورة" (2001) والتي تعدّ العمل الأكثر شعبية لهودلو وأيضاً للمؤلفات الفرنسية حول الصين.

المساهمون