رحيل قيس خزعل العزاوي: انتقالات الأماكن والمعارف

17 يناير 2022
قيس خزعل العزاوي
+ الخط -

انعكست القناعات الأيديولوجية التي تبناها الباحث العراقي قيس خزعل العزاوي (1951 - 2022)، الذي رحل عن عالمنا أوّل أمس السبت، على مؤلفاته، ليس فقط من زاوية المضمون والمنطلقات بل أيضاً على مستوى الانتقال بين إشكاليات ومحطات متعدّدة.

اضطرّ العزاوي، شاباً، أن يغادر العراق، تحديداً في 1963 فلم يكن من الممكن أن تفلت ميولاته الناصرية من قبضة التضييق البوليسي في ذلك الوقت، وقد فرض عليه هذا التنقّل المكاني تغييراً في تخصصه الجامعي من العلوم السياسية إلى علم النفس، كما درس الفلسفة في القاهرة، ثم حين ينتقل في وقت لاحق لإتمام دراسته في فرنسا سيتجه نحو التاريخ وعلم الاجتماع حيث أنجز رسالة دوكتوراه حول التاريخ الحديث للدولة العثمانية.

ينعكس هذا التنوّع في قائمة مؤلفات العزاوي، حيث نعدّ له: "رايش والتحليل النفسي" (1982)، و"الفكر الاسلامي المعاصر" (1992)، و"الدولة العثمانية: قراءة جديدة لعوامل الانحطاط" (1994)، و"من الخلافة إلى الانقلابات العسكرية" (بالفرنسية، 1995).

لم يعد عزاوي إلى العراق إلا بعد 2003، وفي سنواته الأخيرة تقلّد عدداً من المواقع الرسمية أبرزها المندوب الدائم لجمهورية العراق في "الجامعة العربية"، ونائب رئيس "الجامعة العربية" لشؤون الإعلام والاتصال وهو الموقع الذي شغله حتى رحيله.

أشرف العزاوي على عدد من الدوريات التي ترعاها "الجامعة العربية" أبرزها مجلة "شؤون عربية"، كما شارك في مشروع "مركز دراسات الوحدة العربية"، وشغل موقع سكرتير تحرير مجلة "المستقبل العربي".

كان للعزاوي أيضاً تجربة في النشر. كان ذلك في سنوات إقامته في فرنسا، حيث أطلق "دار أفكار"، ومن أبرز ما قدّمته كتابات المفكّر الفرنسي روجيه غارودي في فترة أغلقت دور النشر الفرنسية أبوابها دونه على خلفية نقده للاحتلال الصهيوني وتفكيك مقولاته الأيديولوجية. كما أصدر العزاوي في فرنسا مجلة "دراسات شرقية".

المساهمون