رحيل عفت حسني.. زخرفة الفانتازيا في اللوحة

30 ديسمبر 2021
(عفت حسني، 1942 - 2021)
+ الخط -

رحل أول أمس الفنان التشكيلي المصري عفت حسني (1942 – 2021) في القاهرة بعد عمله لأكثر من خمسين عاماً في التصميم، وكذلك رساماً في عدد من الصحف والمجلات ودور النشر في مصر، إلى جانب مشاركته في العديد من المعارض.

وٌلد الراحل في محافظة الشرقية ونال درجة البكالوريوس من كلية الفنون التطبيقية/ قسم زخرفة عام 1963، وبدأ منذ تخرجه العمل في الرسم والإخراج الفني في مطبوعات تخصّصت معظمها في الثقافة مثل "مجلة المسرح" و"مجلة السينما" و"مجلة الكاتب" و"مجلة الإذاعة والتلفزيون"، كما عمل مستشاراً فنياً في "مجلة المصور" و"دار الهلال" قبل أن يتفرغ للفن التشكيلي عام 1999.

صمّم حسني أول ملصق (بوستر) لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التأسيسية سنة 1967، بالإضافة إلى تصميمه الأغلفة والرسومات الداخلية للعديد من الإصدارات والكتب في مصر والعالم العربي، والديكور لعدد من الأعمال المسرحية والسينمائية المختلفة، وشارك في صالون القاهرة التشكيلي عام 1965 لكنه انقطع عن العرض حتى عام 1997 حين أقام معرضه الخاص الأول.

استمّد في رسوماته عناصر ومفردات من التراث المصري، وخاصة الأساطير الفرعونية التي يعيد إنتاجها بلغة بصرية حديثة، والتي يصفها الفنان حلمي التوني: "أسلوب عفت حسني يمتاز بالتفرد والخصوصية رغم أنه يروح ويجيء ويمزج بين السريالية و(الآنوفو)، فهو بقدر ولعه وتعمّده خلق علاقات غير منطقية وسحرية أحيانا، بين عناصر وشخوص لوحاته، تجده مغرماً بالموتيفات الزخرفية والتركيبات الإنسانية اللينة، و(الترصيع) اللوني، حتى تبدو بعض لوحاته وكأنها قطع حلى أو مجوهرات تاريخية تزخر بأحجار الياقوت والعقيق الأحمر وفصوص الفيروز الأخضر".

وتعبّر أعمال الفنان عن روح ملحمية تغوص في الواقع بطقوسه ومعتقداته السحرية واحتفالاته الشعبية حيث يختلط العازف مع الراقصة مع الطير والحيوانات والزهور، ونظهر أيضاً المرأة في لوحات عدّة داخل العربات التي تجرّها الخيول، أو تعزف الموسيقى، أو تطوف بين مشاهد الطبيعة ضمن خطوط قوية وإشباع لوني زخرفي لشخصياته وكائناته التي يتناولها.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون