رحيل شارل ميلمان: سيرة بين لاكان وفرويد

26 أكتوبر 2022
شارل ميلمان يتحدّث خلال تأبين الكاتب الإسباني خورخي سيمبرون، باريس، 2011 (Getty)
+ الخط -

حتى نهاية آب/ أغسطس الماضي، كان الطبيب والمحلّل النفسي الفرنسي شارل ميلمان ما يزال يكتب وينشر مقالاته على موقع "الجمعية اللاكانية الدولية"، ويشارك في محاضرات وندوات عبر شبكة الإنترنت للحديث عن مفاهيم وأسئلة متعلّقة بالصحّة النفسية.

عن واحد وتسعين عاماً (1931 ــ 2022)، رحل شارل ميلمان قبل أيام، في باريس، دون أن يثير رحيله أيّ صدى حتى في بلده فرنسا. ولولا تداوُل بعض جمعيات التحليل النفسي للأمر على فيسبوك، لبقي خبر رحيله أمراً عائلياً.

هذا الرحيل، الذي مرّ دون أيّة مبالاة، يبدو مفارقاً لمسيرة الرجل التي كانت حافلة بالإنتاج، وهو الذي نشر، بين السبعينيات وعام 2018، نحو ثلاثين كتاباً، كما شارك في العديد من النقاشات العامّة في فرنسا حول مسائل متعلّقة بالصحّة النفسية، ومن ذلك معارضته لسياسات الحكومة في بلده، عام 2016، في التعامُل مع التوحُّد، ورفضه لإقصاء التحليل النفسي من الأدوات العلاجية لهذا المرض.

إضافة إلى ممارسته العيادية كطبيب ومحلّل نفسي، كتب ميلمان أعمالاً في العديد من المواضيع الكلاسيكية في التحليل النفسي: من البُنية النفسية للذُهان إلى طبيعة العوارض النفسية، مروراً بالعُصاب والهستيريا والهلَع وغيرها، كما وضع العديد من المؤلّفات حول ممارسة التحليل وتاريخ التحليل النفسي، وهي أعمال تمحورت بشكل أساسي حول الروابط والاختلافات بين سيغموند فرويد وجاك لاكان، اللذين كانا موضوعاً لآخر كتاب أصدره عام 2018 بعنوان "لاكان: تلميذ فرويد الصفيق وعديم الرحمة".

كما يُحسب للراحل تأسيسه عدداً من الجمعيات ومؤسّسات التحليل النفسي البارزة في بلده وخارجه، وفي مقدّمتها "الجمعية الفرويدية الدولية" (1982)، التي تُعَدّ اليوم أكبر جمعية للمحلّلين النفسيين اللاكانيين، إضافة إلى تأسيسه عام 2014 "لجنة فرويد"، التي تُعنى بالإضاءة على أعمال مؤسّس التحليل النفسي والتعريف بها حول العالَم.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون